أخي كان مصابا بالمس وأصبح اليوم من السحرة والمشعوذين

منذ 2010-08-05
السؤال:

شيخنا نود من سماحتكم أن توجهوننا إلى الطريقة الصحيحة والوسيلة الحكيمة للتعامل مع قضية ابتليت بها مؤخرا وهي كالتالي:
أنا شاب سلفي إن شاء الله، لي أخ شقيق لايتجاوز عمره الرابعة والعشرين سنة كان مصابا بالمس فأصبح اليوم من السحرة والمشعوذين وأصبح الناس يقصدونه من كل مكان اعتقادا منهم أنه يساعدهم على الشفاء كأمراض المس و الوسوسة. ويجد لهم الحلول لمشاكلهم كالزواج والعمل. هذا كله بطبيعة الحال مقابل أموال كثيرة وهدايا متنوعة. الشيء الذي جعل أبواي يغترون به ويقرونه على ذلك وقد حاولت جاهدا إسداء النصح إليهم وإقناعهم بأن هذا العمل من قبيل المحرمات الكفرية، وذلك لما جاء في الكتاب والسنة بتحريم السحر والتعاطي إليه لأن ذلك يقود إلى الكفر بالله والإشرك به، إلا أن حب المال وغشاوة الجهل أعمت بصائرهم وصدتهم عن قبول الحق.
فهل بتعاطي أخي للشعوذة والتكهن واستعانته بالجن على ذلك يعد كافرا، وما حكم إقرار والدي له وكيف لي أن أتعامل معهم، لأنني الآن امتنع عن زيارتهم في البيت الذي أصبح يقام فيه الرقص ويذبح فيه لغير الله إلى غير ذلك من المنكرات وذلك خوفا على نفسي وأهلي وطفلي من هذه الأمور الشركية، لكن خارج البيت فأنا أسلم على والدي وأذكرهما بما استطعت، كما أنني مستقل في سكني لكن محل تجارتي يجاور بيت والدي الشيء الذي يجعلهم يدعواني لمشاركتهم في بعض الوجبات، فأرفض تلبية دعوتهم لعلمي بمصدر مالهم الذي يتلقون جله من أخي.
هناك مسألة أخرى أن بعض الأشخاص السذَّج يأتون إلى المحل عندي ويطلبون مني أن أدلهم عن مكان تواجد أخي لقضاء حوائجهم فهل في هذه الحالة يجوز لي الكذب عليهم لصرفهم عن ذلك أم أقتصر على النصح والتذكير لهم؟

الإجابة:

ذكرت في سؤالك أن أخاك ساحر وأنه يذبح لغير الله، فإن كان كذلك فهو كافر بالله العظيم. وكل من يحميه ويحوطه ويشجعه على كفره فهو كافر بالله تعالى. فيجب عليك مناصحتهم فإن لم يستجيبوا فلا يجوز لك تلبية دعوتهم ويجب عليك هجرهم وإبلاغ الجهات المختصة للأخذ بأيديهم لأن السحر من أعظم الكبائر الموبقات بل هو من نواقض الإسلام كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، فالسحر كفر وضلال وردة عن الإسلام. والله تعالى أعلم.

المصدر: موقع الشيخ خالد بن علي المشيقح