العمرة ليلة السابع والعشرين من رمضان
منذ 2010-08-25
السؤال: ماذا تقولون لمن يخصصون ليلة السابع والعشرين من رمضان المبارك للعمرة
وما يسببه ذلك الاعتقاد من زحام غير طبيعي؟
الإجابة: ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عمل
الصحابة ما يدل على فضيلة تخصيص ليلة سبع وعشرين بالعمرة، بل إن هذا
من المحدثات التي أحدثها بعض الناس. ولعل هذا التخصيص الذي يفعله بعض
الناس رغبة منهم في إدراك فضيلة العمرة في رمضان وتحصيل فضيلة ليلة
سبع وعشرين التي هي أرجى الليالي أن تكون ليلة القدر. ولذا فإنني أنبه
إخواني هؤلاء إلى أمرين يتبين بهما خطأ هذا التخصيص:
أولاً: أن ما جاء من فضيلة العمرة في رمضان لا يختص ليلة دون ليلة أو وقتاً دون وقت، بل هي في جميع الشهر من دخول أول لياليه إلى غروب شمس آخر أيامه، روى البخاري (1782) ومسلم (1256) من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: " ". ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم لإدراك هذه الفضيلة وقتاً من الشهر، فدل ذلك على أنها فضيلة يستوي في إدراكها أول الشهر وآخره.
ثانياً: أن أفضل ما تعمر به ليلة القدر إذا عُلمت القيام والاجتهاد في الدعاء.
أما القيام ففي صحيحي البخاري (2014) ومسلم (760) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه قال: " ".
أما الدعاء فقد روى أحمد (24856) والترمذي (3513) وغيرهما من طريق عبد الله بن بريدة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله إن علمت أي ليلةٍ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: " ". وهذا يشير إلى أنه من المعروف عند الصحابة رضي الله عنهم فضيلة الدعاء ليلة القدر ولذلك سألته ما تدعو به. ولا يعلم خلاف بين أهل العلم في أن للدعاء ليلة القدر مزية أجراً وإجابة، ومعلوم أن أفضل الدعاء ما كان في الصلاة ففي مسلم (482) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ". وفي صحيح مسلم (479) أيضاً من طريق إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ". أي: جدير أن يستجيب الله لكم إذا فعلتم ذلك.
ولهذا أوصي إخواني بالاجتهاد فيما ندبنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم من قيام ليالي العشر والجد في الدعاء والتضرع في هذه الليالي المباركة حيثما كنا، فليس للعمرة في ليلة سبع وعشرين فضل خاص ولا ميزة دون العمرة في سائر أوقات الشهر، بل إن في تقصد إيقاع العمرة ليلة سبع وعشرين نوع إحداث، كما أن المشاهد من حال الذين يخصون هذه الليلة بالعمرة أنه لا يتمكن الواحد منهم من فعل العمرة بخشوع وطمأنينة، لكثرة الزحام واضطراب الناس، بل هم الواحد منهم أن ينجو بنفسه، وأن يفرغ من العمرة بأسرع ما يمكن، فلا دعاء ولا سكينة، بل قد يؤذي أو يؤذى نتيجة الزحام وتدافع الناس، وليس هذا من البر في شيء.
6-9-1425هـ.
المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح
أولاً: أن ما جاء من فضيلة العمرة في رمضان لا يختص ليلة دون ليلة أو وقتاً دون وقت، بل هي في جميع الشهر من دخول أول لياليه إلى غروب شمس آخر أيامه، روى البخاري (1782) ومسلم (1256) من طريق عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار: " ". ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم لإدراك هذه الفضيلة وقتاً من الشهر، فدل ذلك على أنها فضيلة يستوي في إدراكها أول الشهر وآخره.
ثانياً: أن أفضل ما تعمر به ليلة القدر إذا عُلمت القيام والاجتهاد في الدعاء.
أما القيام ففي صحيحي البخاري (2014) ومسلم (760) من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه قال: " ".
أما الدعاء فقد روى أحمد (24856) والترمذي (3513) وغيرهما من طريق عبد الله بن بريدة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله إن علمت أي ليلةٍ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: " ". وهذا يشير إلى أنه من المعروف عند الصحابة رضي الله عنهم فضيلة الدعاء ليلة القدر ولذلك سألته ما تدعو به. ولا يعلم خلاف بين أهل العلم في أن للدعاء ليلة القدر مزية أجراً وإجابة، ومعلوم أن أفضل الدعاء ما كان في الصلاة ففي مسلم (482) من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ". وفي صحيح مسلم (479) أيضاً من طريق إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ". أي: جدير أن يستجيب الله لكم إذا فعلتم ذلك.
ولهذا أوصي إخواني بالاجتهاد فيما ندبنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم من قيام ليالي العشر والجد في الدعاء والتضرع في هذه الليالي المباركة حيثما كنا، فليس للعمرة في ليلة سبع وعشرين فضل خاص ولا ميزة دون العمرة في سائر أوقات الشهر، بل إن في تقصد إيقاع العمرة ليلة سبع وعشرين نوع إحداث، كما أن المشاهد من حال الذين يخصون هذه الليلة بالعمرة أنه لا يتمكن الواحد منهم من فعل العمرة بخشوع وطمأنينة، لكثرة الزحام واضطراب الناس، بل هم الواحد منهم أن ينجو بنفسه، وأن يفرغ من العمرة بأسرع ما يمكن، فلا دعاء ولا سكينة، بل قد يؤذي أو يؤذى نتيجة الزحام وتدافع الناس، وليس هذا من البر في شيء.
6-9-1425هـ.
المصدر: موقع الشيخ خالد المصلح
خالد بن عبد الله المصلح
محاضر في قسم الفقه في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم
- التصنيف: