وصف الله بالحياء
منذ 2011-02-17
السؤال: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي واقد الليثي رضي
الله عنه (في حديث الثلاثة نفر الذين دخلوا المسجد والرسول كان يدرِّس
أصحابه فقال في حق الثاني: وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه)
سؤالي ما المقصود بالحياء هنا؟ وهل يجوز تأويل صفة الحياء هنا إلى أن
الله استحيا من أن يحرمه من الأجر؟ وما هو الضابط في تأويل الصفات؟
الإجابة: الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
هذا الحديث يدلّ على إثبات صفة الحياء لله عز وجل، وكما جاء في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " (أخرجه الترمذي وأحمد وصححه الشيخ الألباني رحمه الله).
وحياء الله تعالى واستحياؤه صفة تليق به سبحانه، فكما أن ذات الله تعالى لا تماثل الذوات المخلوقة فكذلك صفاته سبحانه وتعالى لا تماثل صفات المخلوقين، فالحياء في حق الله عز وجل حياء يليق بجلاله وكماله، ليس كحياء المخلوقين الذي هو انكسار يعتري الشخص بسبب خوف ما يُعاب أو يُذم، فالواجب أن نثبت هذه الصفة لله تعالى وما تستلزمه من سعة رحمته وكمال جوده وعظيم عفوه وحلمه، ومن ثم فيكون هذا التأويل -المذكور في السؤال- سائغاً إذا أثبت صفة الاستحياء لله تعالى وما تقتضيه من ثبوت الأجر لهذا المستحيي.
وأما الضابط في تأويل الصفات، فالضابط الصحيح في ذلك هو تفسير صفات الله تعالى المبيِّن لمراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه أو ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم بالسنة الصحيحة، من غير تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل، فإذا أثبت الله لنفسه صفة اليد كما في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح:10] فنقول: لله عز وجل يد، ليست كيد البشر، يد تليق بجلاله وكماله، وهكذا في كل الصفات التي أثبتها الله لنفسه أو أثبتها له رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فالتفقه ومعرفة معاني صفات الله تعالى مشروع ومحمود. وبالله التوفيق.
18-6-1426هـ 25-7-2005.
المصدر: موقع الشيخ حفظه الله تعالى.
هذا الحديث يدلّ على إثبات صفة الحياء لله عز وجل، وكما جاء في حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " (أخرجه الترمذي وأحمد وصححه الشيخ الألباني رحمه الله).
وحياء الله تعالى واستحياؤه صفة تليق به سبحانه، فكما أن ذات الله تعالى لا تماثل الذوات المخلوقة فكذلك صفاته سبحانه وتعالى لا تماثل صفات المخلوقين، فالحياء في حق الله عز وجل حياء يليق بجلاله وكماله، ليس كحياء المخلوقين الذي هو انكسار يعتري الشخص بسبب خوف ما يُعاب أو يُذم، فالواجب أن نثبت هذه الصفة لله تعالى وما تستلزمه من سعة رحمته وكمال جوده وعظيم عفوه وحلمه، ومن ثم فيكون هذا التأويل -المذكور في السؤال- سائغاً إذا أثبت صفة الاستحياء لله تعالى وما تقتضيه من ثبوت الأجر لهذا المستحيي.
وأما الضابط في تأويل الصفات، فالضابط الصحيح في ذلك هو تفسير صفات الله تعالى المبيِّن لمراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه أو ما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم بالسنة الصحيحة، من غير تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل، فإذا أثبت الله لنفسه صفة اليد كما في قوله تعالى: {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح:10] فنقول: لله عز وجل يد، ليست كيد البشر، يد تليق بجلاله وكماله، وهكذا في كل الصفات التي أثبتها الله لنفسه أو أثبتها له رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فالتفقه ومعرفة معاني صفات الله تعالى مشروع ومحمود. وبالله التوفيق.
18-6-1426هـ 25-7-2005.
المصدر: موقع الشيخ حفظه الله تعالى.
- التصنيف: