هل للرياء علامات يعرف بها المرائي؟

منذ 2011-03-13
السؤال: هل للرياء علامات يعرف بها المرائي؟ وما حكم الإسلام فيمن يترك بعض أعمال الإسلام -سواء كانت واجبات أو مستحبَّات- خوف الرِّياء؟ ومن ابتُلي بالرِّياء، فبم تنصحونه؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالرياء هو الشرك الخفي، وهو شرك السرائر -أعاذنا الله منها- والمكلف هو أدرى الناس بنفسه كما قال عز وجل: {بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} [القيامة:14]، فمن حاسب نفسه وراقب ربه في السر والعلن سلم من هذا الداء العضال، ولعل أظهر علامات الرياء أن صاحبه يتقصد إظهار أعماله الصالحة بين الناس، ويتعمد الحديث عن حسناته وطاعاته من أجل أن ينال مدح الناس وثنائهم، وليس للعبد أن ينزل الطاعات خوف الرياء، فإن ذلك من مكايد الشيطان، إذ الشيطان يحرص على إيقاع العبد في الرياء تارة، من أجل أن يفسد عمله، أو يزين له ترك العلم خوف الرياء تارة أخرى، من أجل أن يقطعه عن الصالحات، والمتعين العمل والحرص على فعل الطاعات ابتغاء وجه الله، ومدافعة وساوس الشيطان ومكايده، فمن عزم على عبادة وتركها مخافة الرياء فهو مراء، لأنه ترك العمل لأجل الناس، لكن لو تركها ليصليها في خلوة فهذا مستحب، إلا أن تكون فريضة.

وعلاج الرياء بأمور كثيرة، وأهمها العزيمة الصادقة على التخلص منه و الإقلاع عنه. وتذكر اليوم الآخر والوعيد الشديد في شأن المرائي، وأن يوقن العبد أن النفع و الضر بيد الله تعالى، وأن الذي مدحه زين وذمه شين هو الله تعالى وحده لا شريك له، وأن يحاسب نفسه ويتفقد عيوبه وآفاته وتقصيره، وأن يكثر من العبادة السر من صلاة ليل وصدقة سر، والبكاء خالياً من خشية الله..

كما عليه أن يستعين بالله تعالى على تحقيق الإخلاص، وأن يدعو بهذا الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه و سلم: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم". والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
9-4-1430هـ.

المصدر: موقع الشيخ حفظه الله تعالى.