الاقتراض من صندوق النقد الدولي
هل يجوز للدول الإسلامية أن تتعامل مع صندوق النقد الدولي، وتستلف منهم أموالاً وتردها بالفائدة كما هو معلوم؟ أليس هذا عين الربا؟!
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالاقتراض بالربا والإقراض به حرام، من مؤمن أو كافر؛ من صندوق النقد الدولي أو غيره؛ وقد تأذن الله بحرب آكلي الربا وموكليه فقال سبحانه: {}، وقال سبحانه: {}، وبين سبحانه بعض العقوبات التي أنزلها بمن استحلوا الربا من الأمم السابقة؛ فقال سبحانه: {}، وقد عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم أكل الربا من الذنوب الموبقات التي توعد الله عليها بالعذاب الأليم فثبت من حديث أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ""، قيل: يا رسول اللّه وما هنّ؟ قال: ""، وعن عبد اللّه بن حنظلة رضي اللّه عنهما قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ""، قال المنذري في الترغيب: رواه أحمد والطبراني في الكبير، ورجال أحمد رجال الصحيح. وروى الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي من حديث عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "".
وفي حديث سمرة بن جندب الطويل: ""، وقد لعن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم آكل الرّبا، وموكله، وكاتبه، وشاهديه، وقال: ""، وفي حديث ابن مسعود رضي اللّه عنه ذكر حديثا عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال فيه: "".
وهذه النصوص دالة على أن المتعاملين بالربا في حرب مع الله ورسوله؛ لما يترتب على الربا من المضار العظيمة من خراب الدنيا وتدمير المجتمعات وإثارة الأحقاد ونزع الرحمة، إلى غير ذلك من المفاسد العظيمة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
عبد الحي يوسف
رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
- التصنيف:
- المصدر: