إضافات للمواد الغذائية

منذ 2012-05-15
السؤال:

اسأل عن الإضافات الغذائية التي تستخدمها الدول الغربية، والتي تكون أحياناً مصنوعة من مواد محرمة إسلامياً، وهي بعدد كبير حيث يصعب على المسلم حفظها؛ كما يتعذر في كل مرة نريد فيها شراء شيء أن نرجع إلى مصدر المكونات المصنوعة منه, أيضاً فإن هذه المواد تكون أحياناً معروفة المصدر وهي قليلة، أمّا النسبة الكبرى فهي تكون أحياناً حلالاً وأحياناً لا، فهل نقتصر على الابتعاد عن الأغذية المعروفة المصدر؟ أرجوكم أفيدوني، فأنا أصبحت أبتعد عن كل ما نشتريه من السوق، وأشك في كل شيء حتى في الخبز، وأهلي يستنكرون عليَّ ذلك؛ فماذا أفعل بالضبط؟

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإذا كانت هذه الإضافات مستخلصة من حيوان نجس كالخنزير أو من حيوان مأكول مات بغير ذكاة شرعية، فلا يجوز استخدامها؛ لأنها نجسة وتناول النجس محرم، ولا يستثنى من ذلك إلا حالة الاضطرار كما في الدواء المستخدم لعلاج الأمراض المستعصية مع عدم وجود غيره خال من النجاسات مما يقوم مقامه، ففي هذه الحالة يجوز تناوله لقوله تعالى: {}.

هذا فيما لو كان أثر هذه المادة ظاهراً في طعم تلك المواد الغذائية أو رائحتها؛ أما إذا اضمحل فيها ولم يظهر له أثر فلا بأس به؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يأكلون من جبن المجوس، والمجوس ذبائحهم حرام؛ لكن لا يؤخذ من الأنفحة في الجبن إلا القليل الذي لا يظهر أثره في الطعام، فدل ذلك على أن الشيء الذي لا يظهر أثره لا أثر له.

وكذلك لو تمت معالجتها حتى تحولت إلى مادة أخرى قبل إضافتها إلى تلك المأكولات فإن الراجح من أقوال أهل العلم أنها تطهر ويجوز استعمالها، أما إذا لم تحصل معالجتها أو حصلت لكنها لم تحولها إلى مادة أخرى فإنها تبقى على أصلها، وهو النجاسة وحرمة الاستعمال، ويجب التخلص منها برميها أو إتلافها، والعلم عند الله تعالى.

عبد الحي يوسف

رئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم