صفة الصلاة

منذ 2012-06-08
السؤال:

ما هي صفةُ صلاةِ الرَّسولِ مُحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم؟ وما هي النَّوافلُ والسُّنَن؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فصفة صلاة النَّبيِّ صلَّى الله عليْهِ وسلَّم كما يلي:
إذا دخل وقت الصلاة كان صلى الله عليه وسلَّم:
1- يتوضَّأ فيُحْسِنُ الوُضوء.

2- يَستقْبِلُ القِبلة رافعًا يديْهِ حذْوَ أُذُنَيْهِ أو مَنْكِبيْهِ قائلاً: الله أكبر، ثم يَضَعُ يَدَهُ اليُمنَى على اليُسرَى على صَدْرِه، ثُمَّ يأْتِي بِدُعاء الاستِفْتاح سِرًّا وله ألفاظٌ كثيرة، منها: "" (رواه الترمذي وأبو داود)، ومنها: "" (رواهُ البُخاريُّ ومسلمٌ من حديث أبي هُريرة رضي الله عنه).

3- يستعيذ باللَّه، ثُمَّ يُبسمِل ويقرأ الفاتِحة، ثُمَّ ما يتيسَّر من كتاب الله تعالى.

4- يَهوِي راكعًا مُكبرًا رافعًا يديْهِ يُمَكِّنُهما من رُكْبَتَيْه، ويَمُدُّ ظهره، ولا يطأطِئُ رأسه، ولا يرفَعُه، وإنَّما يَجعله في مستوى ظهْرِه، ثُمَّ يقول: "" ثلاثَ مرَّات، فإنْ زادَ إلى خَمسٍ، أو سبعٍ، أو تِسعٍ ... كان أَوْلى.

5- يرفع من رُكوعِه قائِلاً: ""، ويقيم ظهْرَه حتَّى يعودَ كل فقارٍ إلى موضعِه ويقول: "".

6- يهوِي ساجدًا مُكَبِّرًا، ويسجدُ على سبعة أعضاءٍ: رُكبتيْهِ، وأطراف قدمَيْهِ، وكفَّيْهِ، وجَبْهَتِه مع أَنْفِه، ويبسط أصابِعَ يَدَيْهِ، ويُجافي بَطْنَهُ عن فَخِذَيْهِ، وعَضُدَيْهِ عن جَنْبَيْهِ، ومرفقيه عن رُكْبَتَيْهِ، وساعِدَيْه عن الأرض، ثُمَّ يُسَبِّحُ اللَّه قائلاً: "" ثلاثَ مرَّات، فإن زاد موتِرًا كان أَوْلَى، ثُمَّ يدعو بِما تَيَسَّر.

7- ثُمَّ يَرْفَعُ من السُّجود جالِسًا مُفْتَرِشًا رِجْلَهُ اليُسرى، ناصبًا رِجْلَهُ اليُمنى، جاعلاً رُؤوسَ الأصابع إلى جِهَةِ القِبْلة، وباسطًا يديْهِ على فخِذَيْهِ قائلاً: ربِّ اغْفِرْ لي، ثُمَّ يَسْجُد كما سَجَدَ أوَّلاً.

8- يقومُ إلى الرَّكْعةِ الثَّانية، ويفعلُ مِثْلَ ما فَعَلَ في الركعة الأولى.

9- ويجلس مِثْلَ جُلُوسِه بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ للتشهد الأوسط في الصلاة الثلاثيَّة والرباعيَّة، إلاَّ أنَّه يَقْبِضُ ثلاثةً من أصابِع يديْهِ اليُمْنَى - الخِنْصر والبِنْصر والوُسطى ويضع عليها الإبهام أو يحلق حلقة بالإبهام والوسطى ويشير بالسَّبَّابة، قارئًا التَّشَهُّد: "" (رواهُ البُخاري)، والصلاةَ الإبراهيميَّة؛ وهي: "" (رواه مسلم).

10- يقوم بعد التَّشهُّد الأوسطِ إلى الرَّكعةِ الثَّالثة قائلاً: الله أكبر رافعًا، يديْهِ حذْوَ مَنْكِبيه قارئًا فاتحةَ الكتاب فقط، ثُمَّ يفعَلُ كما فعل في الركعةِ الأُولى.

11- في الركعة الرابعة يَجلِسُ للتَّشَهُّد متورِّكًا، فيُخْرِجُ رِجْلَهُ اليُسْرى من تَحتِ قَدَمِه اليُمنَى المنصوبة، ثُمَّ يقرأ التَّشَهُّد والصلاةَ الإبراهيميَّة، ثم يستعيذ بالله من عذاب جهنَّم ومن عذاب القَبْرِ ومِنْ فِتْنة المَحيا والمَمَات ومن فتنة المسيح الدَّجَّال، ثُمَّ يدعو بما شاء: بِما وردَ وبما لم يَرِدْ ثُمَّ يُسَلِّمُ يَمينا وشِمالاً.

أمَّا السُّنَن فتنقَسِمُ إلى قِسْمَيْنِ:
- الرَّواتب؛ وهي التي تتْبَعُ صلاةَ الفريضةِ أو تسبِقُها وهي نوعان:
- مؤكَّدة، وهي الواردة في حديثي ابن عمر وأم حبيبة رضي الله عنهما.

أما حديث عبدالله بن عُمَر: فلفظه: قال: ""(متَّفقٌ عليه).
وفي روايةٍ لَهُما: ورَكْعَتَيْنِ بعد الجُمُعة في بيته.

وأما حديث أُمِّ حبيبةَ: فلفظه: قالتْ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلَّى الله عليْهِ وسلَّم يقولُ: "" (رواه مسلم) قالتْ أمُّ حبيبةَ: فما بَرِحْتُ أصلِّيهنَّ بعدُ.

ولم يرد في رواية مسلم تفصيل هذه الركعات، ولهذا اختُلِف فيها، فمما لاشك فيه أن ماذكره ابن عمر داخل فيها، لكن تبقى الركعتان الزائدتان، ماهي: ففي رواية التِّرمذي: ""، وقيل غير ذلك، ولاتسلم طريق من مقال، وقد ذكر سرد النسائي اختلاف الرواة في ذلك، فانظره إن شئت.

- أما غير المؤكَّدة: فأربعٌ قبل العصر، لما أخرَجَهُ أحمدُ وأبو داوُدَ والتِّرْمِذيُّ: أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ""، وركعتانِ قبل المَغْرِب لما روى عبد الله بن مغفل قال: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلَّم قال: "" (متفق عليه).

- أمَّا النَّوافل غير الرَّواتب، فهي كثيرة؛ منها: الوتْر، وصلاة الضُّحى، وقيام الليل.

- وهناك نوعٌ من النَّوافل يُسَمِّيه بعض العُلماء سننًا مؤكَّدة: كالعيدين، وصلاة الاستسقاء، وصلاة الكسوف، وصلاة التراويح.

وهناك نوافلُ مُطلَقة غيرُ مقيَّدة بعَدَدٍ، وهي تُصلَّى في أيِّ وقتٍ باستثْناء أوقات الكراهة.

وننصحُ السائل الكريم بِمراجعة: كتاب "الأذكار" للإمام النووي و"صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم" للشيخ ابن باز، و"صفة صلاة النبي ‏صلى الله عليه وسلم" للشيخ الألباني،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام