وقت صلاة العصر

منذ 2012-07-06
السؤال:

متى ينتهي وقتُ صلاة العصر الاختِياريُّ بالتوقيت المعاصر (الساعات والدَّقائق) صيفًا وشتاءً - ولو بِالتَّقريب-؟ واصفِرارُ الشَّمس متَى نعرِفُه تَحديدًا؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ وقت العصر يبدأُ إذا صار ظِلُّ كلّ شيءٍ مثلَه وينتهي بغروب الشمس، وبين هذيْنِ الوَقْتَيْن يوجدُ وقتُ اختِيارٍ لِصلاةِ العصر ووقتُ اضطِرار، فوقْتُها الاختِياريّ يستمرّ إلى أن يَصيرَ ظلّ كلّ شيء مِثْليْه؛ لحديث جابرٍ رضِيَ الله عنه في إمامة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم عند البيت مرتين وفيه: "ثُمَّ جاءَه العصر، فقال: قُم فصلّه، فصلَّى العصر حين صار ظِلُّ كلّ شيءٍ مِثْله"... قال: "ثم جاءه العصر -يعني من اليوم الثَّاني- فقال: قم فصلّه، فصلَّى العصر حين صار ظِلُّ كلّ شيء مثليْه" إلى أن قال له: "" الحديثَ؛ (رواه الترمذي والنسائي).

وذهبَ بعضُ أهلِ العلم إلى أنَّ وقتَ صلاةِ العصرِ الاختِياري ينتهي باصفِرار الشَّمس؛ لِما روى مسلمٌ عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "".
4أمَّا وقتُ الاضطِرار فمِنِ اصفِرار الشَّمس إلى غُروبها، ولا يَجوز تأخير العصر إلى تِلك السَّاعة إلا لِلضَّرورة، فإنْ صلاها في ذلك الوقْتِ فقدْ أدَّاها في الوقت ولكن يأثَم إن كان التَّأخير لغَيْرِ عُذر.

وقد وردَ في "صحيح مسلم" عنِ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال: "".

قال النَّووي في شرح مسلم: "قال أصحابُنا: للعَصْرِ خَمسةُ أوقاتٍ: وقت فضيلة واختيار وجواز بلا كراهة وجواز مع كراهة ووقت عذر؛ فأمَّا وقت الفضيلة فأوَّل وقتها، ووقتُ الاختيار يمتدّ إلى أن يَصيرَ ظِلّ الشيء مِثْلَيْه، ووقتُ الجواز إلى الاصفِرار، ووقْتُ الجوازِ مع الكراهة حال الاصفِرار إلى الغُروب، ووقتُ العُذْر وهو وقت الظّهر في حقّ مَن يَجمع بين العصْر والظُّهر لسفرٍ أو مطر، ويكونُ العصرُ في هذه الأوقات الخمسةِ أداءً، فإذا فاتت كلُّها بغروبِ الشَّمس صارت قضاءً" انتهى.

وأمَّا تَحديدُ وقت الاختِيار بالدَّقائِق والسَّاعات، فإنَّه يَختلف من بلدٍ إلى آخَر، ومن فصلٍ من فُصول السَّنة إلى آخر، وتَحديد ذلك للأفراد قد لا يكون ميسورا، وإن كان هذا العمل سهلًا لِهيئات الأرصاد في كلّ بلد، فالرجوع للعلامات أسهل فما دمت ترى الشمس بيضاء نقية فأنت في وقت اختيار، مع العلم أنَّ الواجب الاعتِماد على العلامات الشرعية في ذلك،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام