دخول الخلاء بالجوال
معي جوَّال عليه قرآن هل يجوز دُخول الخلاء به؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد ذَهَبَ جُمهورُ العُلماء إلى كراهة دخول الحمَّام بِما كُتِبَ عليه ذكرُ الله، أو شيءٌ من القُرآن وأنَّه يُستَحَبُّ تنزيهُه عن تلك الأماكن، واحتجُّوا بقولِه تعالى: {} [الحج: 32]، ورَوَى أبو داود والتِّرْمِذيُّ - بإسنادٍ فيه نظر - أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم "كان إذا دَخَل الخلاءَ وضع خاتمه"، وصحَّحه الحاكم ووافقه الذهبيُّ، وذكر ابْنُ حجر في "التَّلخيص" أنَّ رُواتِه ثقات، ونقل عن المنذري والقُشيري أنَّ الصَّواب تصحيحُه، وروى عبدالرزَّاق في "المصنَّف" عن عكرمة: "كان ابْنُ عبَّاس إذا دَخَلَ الخَلاءَ ناوَلَنِي خاتَمه".
وروى البخاريُّ من حديث أنس أنَّ نَقْشَ خاتَم النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم هو: "محمد رسول الله".
قال في "البحر الرائق" وهو حنفي: "ويُكْرَهُ أن يدخُل الخلاءَ ومعه خاتمٌ مكتوب عليه اسم الله تعالى أو شيء من القرآن" اهـ.
قال العدوي - المالكي - في "حاشيته" على "شرح مختصر خليل" للخرشي: "ويُكره الدُّخُول في مَحلِّ الخلاء بشيء فيه قُرآن أو ذِكْرٍ غيْر مستور، ما لم تَدْعُ إلى ذلك ضرورة".
وقال في "أسنى المطالب" - وهو شافعي -: "ويُكْرَهُ عند قضاء الحاجة حَمْلُ مكتوب قرآنٍ واسمٍ لله تعالى واسم لنبيٍّ وكل معظم" اهـ.
وقال المرداوي - الحنبلي - في "الإنصاف": "ثُمَّ رأيتُ ابْنَ رجب ذكر في كتاب "الخواتم" أنَّ أحْمَد نصَّ على كراهة ذلك في رواية إسحاق بن هانئ، فقال في الدِّرهم: "إذا كان فيه اسم الله أو مكتوبًا عليه {} يُكره أن يُدْخَل اسم الله الخلاء".
وعليه؛ فإن كان الجوَّال مكتوبًا عليه شيءٌ من القرآن أو ما اشتَمَلَ عليْهِ اسم الله، فيُكْرَهُ دخولُ الحمَّام به لما ذكرناه، إلا أن يُخشى عليه الضياع فيدخل به، وهذا إن كانتْ صفحاتُ القُرآن -البرنامج- مفتوحةً وقتَ دُخول الخلاء، ولكن إذا كانت تلك الصفحات مُغلقةً فلا بَأْسَ بِالدُّخول به لعدم ظهور القرآن على الشاشة.
وكذلك لا بأسَ من دُخُولِ الحمَّام بِالجوَّال إذا كان القُرآنُ مسجَّلاً عليْهِ؛ لأنَّ في هذه الحالة ستكونُ الحروفُ غَيْرَ ظاهرةٍ فلا تَدْخُلُ تَحتَ ما ذكره العُلماء من كراهيةِ دُخولِ الحمَّام بِشَيْءٍ فيه ذكر الله أو بِشَيْءٍ من القُرآن، ويراجع للأهمية فتوى: "مسائل فقهية تتعلق بالتسجيلات الصوتية"،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: