من ترك الصلاة من أجل الجماع

منذ 2013-01-11
السؤال:

مَن لَم يصلِّ العِشاء، وجامَع العشاء؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإن كان مقصود السائل الكريم بـ "من لم يصلِّ العشاء": أنه ترك الصلاة، فهذا على خطر عظيم، فصَّلناه في فتوى سابقة بعنوان: "غير منتظم في صلاتي". 

وأما إن كان المقصود: أنه سمِع الأذان، أو إقامة الصلاة أثْناءَ الجِماع - فالظاهر في تلك الحال –والعلم عند الله- أنه لا يلزَمُه قطْعُ الجِماع، والأوْلى الاستمرار حتَّى يفرغَ، فإن أدركَ الجماعةَ، صلَّى معهم، وإلاَّ صلَّى مع أهل بيتِه؛ لما في ترك الجِماع من تَضَرُّره هو وامرأته، لأن الإقبال على الصلاة بعد قطع العوالق والشواغل والملهيات - مما رغب فيه الشرع، وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم وتوقانُ النفس إلى ذلك وتعلق القلب به من أشد الملهيات، وغالبًا لا يمكن بسببه حضور القلب والخشوع أثناءَ الصَّلاة؛ ففي الصحيحين، عنِ ابن عُمر رضِي الله عنْهما قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ""، وفي لفظ للبخاري: ""، "وكان ابن عمر يوضع له الطعام وتقام الصلاة، فلا يأتيها حتى يفرغ، وإنه ليسمع قراءة الإمام".

وروى مسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "".

وصبْرُ النَّفس عن شهْوة الطَّعام أهونُ من صبرِها عن شهْوة الجِماع، وإن كان الواجب أن لا يتعمَّد فِعْل ذلك قبل الصَّلاة، قاصدًا التَّخلُّف عن الجماعة، فإنْ قصَد ذلك، أَثمَ.

قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم": "ويلحق بهذا ما كان في معناه مما يشغل القلب، ويُذْهِب كمال الخشوع". اهـ.

وعليه؛ فما دام في الوقت متسع، وانشغل القلب بالجماع، وتاقت النفس إليه؛ بحيث يغلب على الظن انتفاءُ الخشوع في الصلاة، وتشويشُ الذهن - فيرخص له في الجماع لشَبَهِه بحضور الطعام، ومدافعة الأخبثين، حتى لو أدى إلى تفويت الجماعة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام