ما السنة في القراءة في صلاة الظهر؟
صلاة الظهر تنبغي إطالتها كما جاء بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافاً لما يفعله كثير من الناس، ولما يقرره بعض أهل العلم من أن صلاة الظهر والعصر والعشاء من أوساط المفصل، والمغرب من قصار المفصل، والفجر من طواله، فصلاة الظهر جاءت الأحاديث فيها التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطيلها كالنص الذي سمعناه، لكن لو كانت حال الناس ما تحتمل ذلك أو لظرف من الظروف سواء كانوا في حر شديد أو برد شديد لا يحتملون الإطالة، أو كانوا بعد تعب وجهد من سفر ونحوه واختصر طلباً للتخفيف عليهم فهو مشروع أيضاً، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "" (2)، وهذا التخفيف المأمور به لا يعارض ما جاء من أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة المغرب بالأعراف (3)، قرأ في صلاة الصبح بالطور (4)، قرأ بسور طويلة قرأ بـ (ق) (5)، و(القمر)، وقرأ (المؤمنون) (6)، لا ينافي هذا ما جاء من عموم التخفيف فملاحظة المأمومين أمر مطلوب، وتطبيق السنة أمر مطلوب.
وعلى كل حال، ولو لم يلزم قاعدة واحدة بأن يكون ممن يطيل صلاة الظهر باستمرار هي من الصلوات الطويلة، وليست مثل راتبة الصبح أو غيرها من الصلوات التي جاء النص متضمناً التخفيف في هيئتها هي من الصلوات التي جاء النص الدال على أنها تطال، لكن مع ملاحظة أن لا يشق على المأمومين فالطول نسبي، ولو راوح وفعل ذلك أحياناً وأحياناً لأتى بالسنة.
_____________________
(1) أخرجه مسلم (454) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
(2) أخرجه البخاري (703)، ومسلم (467) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) أخرجه البخاري (764) من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه، وفيه: "قد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بطولى الطوليين"، وأخرجه أحمد (5/185)، والطبراني في المعجم الكبير (4/131)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/314)، من حديث أيوب أو زيد بن ثابت رضي الله عنه، وفيه: "قال لمروان: ألم أرك قصرت سجدتي المغرب رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بالأعراف".
(4) أخرجه البخاري (464)، ومسلم (1276) من حديث أم سلمة رضي الله عنها، وفيه: "طفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جنب البيت وهو يقرأ بالطور وكتاب مسطور"، وأخرجه البخاري (765)، ومسلم (463) من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه، وفيه: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالطور في المغرب"، وجاء ما يوضح أن ذلك كان في صلاة الفجر، أخرجه البخاري (1626)، وفيه: "لم تكن أم سلمة طافت بالبيت وأرادت الخروج، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ""، ففعلت ذلك فلم تصل حتى خرجت".
(5) أخرجه مسلم (458) من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه.
(6) أخرجه مسلم (455) من حديث عبد الله بن السائب رضي الله عنه.