ترجمة القرآن بالعامية

منذ 2013-06-20
السؤال:

هل يجوز ترجمة معاني القرآن إلى اللغة الإنجليزية البسيطة العامية التي يتحدث بها عامة الناس، وهل يجوز الترجمة إلى اللغة العربية العامية كما قام بها المفسر عبد الله الطيب المجذوب بترجمتها إلى اللهجة السودانية الدارجة؟

الإجابة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد، فالترجمة جائزة في الأصل، وقد تجب حال إبلاغه لغير الناطقين باللغة العربية ويشق تعليمهم إياها، لأن إبلاغ القرآن واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب‏.‏ قال ابن تيمية رحمه الله: وأما مخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم ولغتهم فليس بمكروه إذا احتيج إلى ذلك وكانت المعاني صحيحة كمخاطبة العجم من الروم والفرس والترك بلغتهم وعُرفهم، فإن هذا جائز حسن للحاجة وإنما كرهه الأئمة إذا لم يحتج إليه... وكذلك يترجم القرآن والحديث لمن يحتاج إلى تفهيمه إياه بالترجمة. أ.هـ (مجموع فتاوى: 3/ 306).

إذاً فلا يظهر مانع من ذلك شريطة أن يقوم بذلك رجل متمكن من اللغة العربية عالم بالتفسير واللغة الناقل أو المترجم لها. أما بالنسبة للأستاذ الدكتور عبد الله الطيب فقد كان من أئمة العصر في العربية علما باللهجات العامية في بلده وأصولها العربية، فلا إشكال في نقله، أما العامية الإنجليزية فهي تختلف من بلد إلى بلد ناطق بالإنجليزية والشرط أن يكون الناقل عالما بالعربية عالما بالتفسير عالما باللكنة التي ينقل إليها، وهذا عزيز إذ يتطلب الأمر أن يكون أحد أبناء تلك الناحية أو قد عاش فيها ومع ذلك هو ضليع في اللغة وعالم بالتفسير. والمقصود ترجمة هذا من العرب إلى لهجاتهم متصور أكثر من ترجمته إلى اللهجات الغربية لكنه ممكن. وإن كنت لا أرى تدوينه بالعامية، ولكن تحديث الناس به ليتمكنوا من الفهم، فاللهجات تتغير مع المدد الطويلة بخلاف اللغة العربية فإنها محفوظة.

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

تاريخ الفتوى: 2-7-1434هـ.

ناصر بن سليمان العمر

أستاذ التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقا