هل ليلة القدر تختلف باختلاف البلدان؟

منذ 2013-07-26
السؤال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر: "التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"، ونظراً لاختلاف التقويم بين البلاد الإسلامية، فتختلف الليالي الوتر من بلد إلى آخر، فمثلاً هذا العام يوجد اختلاف بين مصر والسعودية في بداية الشهر، فتكون الليالي الوتر بمصر ليست وتراً في السعودية، فكيف يكون ذلك؟ وهل ليلة القدر هي واحدة فقط؟ وجزاكم الله خير الجزاء، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
الإجابة: الذي يظهر لي أنها لا تتكرر، وإنما هي ليلة واحدة في السنة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "" [رواه البخاري (2016)، ومسلم (1167) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]، فكل العشر محل لأن تقع فيها ليلة القدر من وتر وغيره، وهو لما قال: ""، لم يلغ الالتماس في غير الوتر، كما أنه قال: "" [انظر ما رواه مسلم (762) من حديث أُبي بن كعب رضي الله عنه]، أو: "" [رواه البخاري (2015)، ومسلم (1165) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما]، وقال: "" [انظر ما رواه البخاري (2021)، وهذا اللفظ عند أحمد (2539)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما]، وهذا يختلف من الشهر كونه تسع وعشرين أو ثلاثين، وعلى هذا فهي ليلة واحدة، فإذا كانت مثلا ليلة السبع وعشرين في السعودية فهي ليلة ثمان وعشرين في مصر، أو إذا كانت ليلة سبع وعشرين في مصر فهي ليلة ست وعشرين في السعودية بالنسبة لرمضان هذه السنة، والإنسان مطلوب منه أن يجتهد في العشر كلها، وهي ليلة خفية لم يعلم ما هي بالتحديد، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأواخر؛ طلباً لثوابها وإدراكها، وهو على حال يكون فيها أحسن ما يكون من التقرب إلى الله تعالى وحسن المناجاة له.
والله ولي التوفيق.

سليمان بن وائل التويجري

عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.