مصطلحُ “الإسلام السياسي” مصطلحٌ غربيٌ استشراقيٌ علمانيُ

منذ 2015-10-13
السؤال:

تستعمل وسائلُ الإعلام المختلفة مصطلح “الإسلام السياسي” فهل هذا المصطلح صحيحٌ أم ليس كذلك؟ 

الإجابة:

أولاً: قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [سورة المائدة الآية 3]. فدينُ الإسلام دينٌ ربانيٌ شاملٌ لمختلف نواحي الحياة، واللهُ جل جلاله هو الذي شرع منهاج الحياة للأمة المسلمة، يقول سبحانه وتعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأعراف الآية 54]. ويقول سبحانه وتعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ} [سورة الشورى الآية 21]. وقد بينت نصوصُ الكتاب والسنة الأحكامَ الشرعية المتعلقة بجميع جوانب الحياة، كالعقيدة والعبادة والاقتصاد والسياسة وشؤون الحُكم والأخلاق والقيم والقضايا الاجتماعية وغيرها، فدينُ الإسلام لم يترك جانباً من جوانب الحياة دون أن يهتم به وأن يشرع له الأحكام.

ثانياً: بناءً على ما سبق من خاصية الشمولية التي يمتاز بها دينُ الإسلام، قرر أهل العلم أن الإسلامَ عقيدةٌ وشريعةٌ، استناداً للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة، فالإسلام أقام بناءه التشريعي على أساس عقيدة التوحيد، فهي الأساس لكل أنظمة الإسلام وتشريعاته، فالنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي والنظام الأخلاقي والنظام السياسي، كلها تقوم على أساس عقيدة التوحيد.

ثالثاً: لا شك ولا ريب أن النظامَ السياسي جزءٌ من دين الإسلام، ومن قال بخلاف ذلك فهو جاهلٌ ما عرف الإسلام، فالذين يقولون: “لا سياسة في الدين ولا دينَ في السياسة” ما هم إلا ببغاواتٍ يقلدون ما قالته الحضارة الغربية الحديثة، التي فصلت الدينَ عن السياسة.وقد كان من أوائل من زعم أنه لا سياسةَ في الإسلام، الشيخ علي عبد الرازق، أحد علماء الأزهر، حيث ألَّف كتابه (الإسلام وأصول الحكم) سنة 1925م، وقد ردَّ عليه عددٌ من العلماء، مثل الشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ محمد شاكر، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ محمد بخيت، والشيخ محمد الطاهر بن عاشور وغيرهم.وقد حاكمته هيئة كبار العلماء في الأزهر برئاسة الشيخ محمد أبو الفضل شيخ الجامع الأزهر، وعضوية أربعة وعشرين عالماً من كبار العلماء، وحكمت بإخراجه من زمرة العلماء، ومن ثم تمَّ فصله من القضاء الشرعي حيث كان قاضياً. انظر مقدمة في فقه النظام السياسي الإسلامي ص3. وقال العلامة ابن باز: "ومن زعم فصلَ الدين عن الدولة، وأن الدينَ محلهُ المساجد والبيوت، وأن للدولة أن تفعل ما تشاء وتحكم بما تشاء، فقد أعظم على الله الفرية,وكذب على الله ورسوله، وغلط أقبح الغلط، بل هذا كفرٌ وضلالٌ بعيدٌ" وقال الشيخ العثيمين: "ومن فصلَ الدين عن السياسة فقد ضلَّ" وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية: "ما يسمَّى بالعلمانية التي هي دعوةٌ إلى فصل الدين عن الدولة، والاكتفاء من الدين بأمور العبادات، وترك ما سوى ذلك من المعاملات وغيرها، والاعتراف بما يسمى بالحرية الدينية، فمن أراد أن يدين بالإسلام فعل، ومن أراد أن يرتدَّ فيسلك غيره من المذاهب والنِّحَل الباطلة فعل، فهذه وغيرها من معتقداتها الفاسدة دعوةٌ فاجرةٌ كافرةٌ، يجب التحذيرُ منها وكشفُ زيفها، وبيان خطرها والحذر مما يلبسها به من فُتنوا بها، فإن شرها عظيم وخطرها جسيم" ولا شك أن العلمانيين هم أكثر ما يرددون هذه المقولة الباطلة، والعلمانيةُ فكرة غربيةٌ خبيثةٌ، وفدت إلى ديار الإسلام، "فالعلمانية SECULARISM وترجمتها الصحيحة: اللادينية أو الدنيوية، وهي دعوةٌ إلى إقامة الحياة على العلم الوضعي والعقل، ومراعاة المصلحة بعيداً عن الدين. وتعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وهي اصطلاحٌ لا صلة له بكلمة العلم SCIENCE، وقد ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر، وانتقلت إلى الشرق في بداية القرن التاسع عشر، وانتقلت بشكلٍ أساسي إلى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس ولحقتها العراق في نهاية القرن التاسع عشر.أما بقية الدول العربية فقد انتقلت إليها في القرن العشرين، وقد اختيرت كلمةُ علمانية، لأنها أقلُّ إثارةً من كلمة لا دينية. ومدلول العلمانية المتفق عليه يعني عزلَ الدين عن الدولة وحياة المجتمع، وإبقاءه حبيساً في ضمير الفرد لا يتجاوز العلاقة الخاصة بينه وبين ربه، فإن سُمحَ له بالتعبير عن نفسه، ففي الشعائر التعبدية، والمراسم المتعلقة بالزواج والوفاة ونحوهما. تتفق العلمانية مع الديانة النصرانية في فصل الدين عن الدولة، حيث لقيصر سلطة الدولة، ولله سلطة الكنيسة. وهذا واضح فيما يُنسب إلى السيد المسيح عليه السلام من قوله: (أعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله). أما الإسلام فلا يعرف هذه الثنائية، والمسلم كله لله وحياته كلها لله: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام الآية 16]. 

ومن أهم أفكار ومعتقدات العلمانية ما يلي: يُنكر بعض العلمانيين وجود الله أصلاً. وبعضهم يؤمنون بوجود الله، لكنهم يعتقدون بعدم وجود أية علاقة بين الله وبين حياة الإنسان. إقامة حاجزٍ سميكٍ بين عالمي الروح والمادة، والقيمُ الروحية لديهم قيمٌ سلبيةٌ. ومن أهم أفكار العلمانية، فكرة فصل الدين عن السياسة وإقامة الحياة على أساسٍ مادي، واعتماد مبدأ الميكيافيلية في فلسفة الحكم والسياسة والأخلاق. نشر الإباحية والفوضى الأخلاقية، وتهديم كيان الأسرة باعتبارها النواة الأولى في البنية الإجتماعية. ومن معتقدات العلمانية في العالم الإسلامي والعربي التي انتشرت بفضل الاستعمار والتبشير ما يلي: الطعنُ في حقيقة الإسلام والقرآن والنبوة. الزعمُ بأن الإسلام استنفذ أغراضه، وهو عبارةٌ عن طقوس وشعائر روحية. الزعمُ بأن الفقه الإسلامي مأخوذ عن القانون الروماني. الزعمُ بأن الإسلام لا يتلاءم مع الحضارة ويدعو إلى التخلف. الدعوةُ إلى تحرير المرأة وفق الأسلوب الغربي. تشويهُ الحضارة الإسلامية وتضخيم حجم الحركات الهدامة في التاريخ الإسلامي، والزعمُ بأنها حركات إصلاح. الدعوةُ إلى إحياء الحضارات القديمة. اقتباسُ الأنظمة والمناهج اللادينية عن الغرب، ومحاكاته فيها. تربيةُ الأجيال تربيةً لا دينية. وغير ذلك من الأفكار المنحرفة، فالعلمانية دعوةٌ إلى إقامة الحياة على أسس العلم الوضعي والعقل بعيداً عن الدين الذي يتم فصله عن الدولة وحياة المجتمع وحبسه في ضمير الفرد ولا يصرح بالتعبير عنه إلاَّ في أضيق الحدود" (الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة). 

رابعاً: لا شك أن فصل السياسة عن دين الإسلام، أمرٌ جدُّ خطيرٍ، وهي فكرةٌ علمانيةٌ خبيثةٌ كما سبق، لا يقرها الإسلامُ بحالٍ من الأحوال، فدينُ الإسلام شاملٌ لأمور الآخرة والدنيا، فكما أن العبادات جزءٌ من الإسلام، فكذا النظام السياسي وما يتعلق به جزءٌ من الإسلام، ولا يصح أن نرجع في عبادتنا للإسلام، ولا نرجع إليه في السياسة، فالإسلام شاملٌ كاملٌ، وهو منهاج حياة للأمة الإسلامية في كل شؤونها، فالسياسةُ جزءٌ من الدين، والدينُ حاكمٌ عليها، فالإسلامُ دينٌ ودولةٌ، عقيدةٌ وشريعةٌ، فهو منهجٌ متكاملٌ للحياة من حيث التصور، ومن حيث التصرف، يضبط العلاقة بين الناس على اختلاف توجهاتهم، كما يضبط العلاقة بينهم وبين ربهم.

(موقع إسلام ويب)

 

وقد وردت عشراتُ النصوص من الكتاب والسنة التي تؤصلُ للنظام السياسي في الإسلام، ومنها:

قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ} [سورة المائدة الآية 48].

وقال تعالى: {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأعراف الآية 54]. 

وقال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [سورة النساء الآية 65].

وقال تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} [سورة المائدة الآية 49].

وقال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [سورة المائدة الآية 44]. 

وقال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [سورة المائدة الآية 45]. 

وقال تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة المائدة الآية 47]. 

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [سورة النساء الآيتان 58-59].

وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [سورة النساء الآية 105].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَتُنتقضنَّ عُرى الإسلام عُروةً عُروةً، فكلما انتقضت عُروةٌ تشبَّث الناسُ بالتي تليها، فأولهن نقضاً الحكم، وآخرهن الصلاة» (رواه أحمد وابن حبان والحاكم في المستدرك، وقال صحيح الإسناد.وصححه العلامة الألباني). وغير ذلك من عشرات الأحاديث الصحيحة الواردة في السياسة والحكم.

خامساً: مصطلحُ “الإسلام السياسي”مصطلحٌ غربيٌ استشراقيٌ علمانيٌ، والفكرةُ الأساسية التي يستندُ إليها هي فصلُ الدين عن الحياة، وهي من أهم أسس العلمانية. وقد أبطل كثيرٌ من علماء الإسلام مصطلحَ “الإسلام السياسي”ورفضوه، "لأنه مصطلحٌ ناشئٌ أصلاً عن الجهل بالإسلام، الذي جاء بالعقيدة والشريعة، خلافاً للمسيحية التي جاءت بالعقيدة فقط، ونادت بإعطاء ما لله لله،  وما لقيصر لقيصر. إنك حين تُجرِّد الإسلامَ من بُعدهِ التشريعي، لا يبقى إسلاماً، وإنما يتحوّل إلى شيءٍ آخر. إن الإسلام دينٌ شاملٌ لكل جوانب الحياة: السياسية والاجتماعية والاقتصادية…فليس هناك إسلامٌ سياسيٌّ، وإسلامٌ اقتصادي، وإسلامٌ اجتماعي..بل هو إسلامٌ واحد، شاملٌ لكلّ جوانب الحياة" "هذا المصطلحُ يحملُ تشويهاً كبيراً للمقاصد الشرعية من العمل السياسي، وقد يُعطي إيحاءً بأن هناك إسلاماً سياسياً وآخر دعوي وآخر خيري وهكذا، بينما الإسلامُ واحدٌ، وهو دينٌ شاملٌ لا يتجزأ لكل مناحي الحياة، ولم يكن المسلمون يفصلون بين العمل السياسي والدعوة في يوم من الأيام، بل كانت جميعها كُلاً متكاملاً. هذا المصطلح ”الإسلام السياسي” نتج في جملة ما نتج عنه عن الميول التجريدية، التي تُركز على فهم الإسلام كدينِ عبادةٍ وتكاليف عبادية، أكثر من كونه نظاماً سياسياً وتنظيمياً للدولة واجتماعياً، أي أن النظرة صارت تُشدد على الدين والمعتقد، أكثر من النظام والنهج والكيانية الإسلامية المنشودة" "عبارةُ ”الإسلام السياسي” كأختها ”الأصولية” صناعةٌ غربيةٌ استوردها مستهلكو قبائح الفكر الغربي إلى بلادنا وفرحوا بها، وجعلوها حيلةً يحتالون بها على إنكارهم للدين والصدِّ عنه" (ثقافة التلبيس). 

"مصطلح ”الإسلام السياسي” في لفظه وواقعه: تصنيف للإسلام ذاته لا للإسلاميين فحسب كما قد يقال، وهو تصنيفٌ ينطلق من خلفية الفكر العلماني المناقض للإسلام عقيدةً وشريعةً؛ ويُقصد من ترويجه وتطبيعه، دعمُ الخطاب العلماني المتطرف في إقصاء شريعة الإسلام، وتنفير الشعوب المسلمة منها، ومن دعاة تطبيقها" وقال الشيخ د.صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى وإمام الحرم المكي: "“الإسلام السياسي” تسميةٌ خاطئةٌ، ومصطلحٌ لا وجود له في الإسلام ألبتة؛ فالإسلام عقيدةٌ وعبادةٌ وسياسةٌ واقتصادٌ واجتماعٌ وثقافةٌ إلخ" "وقد تفرَّع عن مصطلح ”الإسلام السياسي” عبارةٌ إعلامية، يرددها الإعلام المروج للعلمانية، وهي عبارة “قوى الإسلام السياسي”؛ فهي عبارةٌ مؤدلجةٌ علمانياً، ابتدعها خصوم الإسلام ذاته، ممن يطمعون في حصره داخل إطار المسجد الرسمي؛ وإقصائه عن البرلمان، ومؤسسات إعداد الدساتير، وإصدار القوانين" (تغريدات حول مصطلح “الإسلام السياسي”!)

وخلاصة الأمر أن دينَ الإسلام دينٌ ربانيٌ شاملٌ لمختلف نواحي الحياة، وأن الإسلامَ عقيدةٌ وشريعةٌ، وأن النظامَ السياسي جزءٌ من دين الإسلام، وأن فصلَ السياسة عن دين الإسلام فكرةٌ علمانيةٌ خبيثةٌ، وأن ذلك كفرٌ وضلالٌ بعيدٌ، وأن مصطلحَ “الإسلام السياسي” مصطلحٌ علمانيٌ غربيُ الصناعة، استورده العلمانيون العرب، وروَّجت له وسائلُ إعلام الضلال، والفكرةُ الأساسية التي يستندُ إليها هي فصلُ الدين عن الحياة، وهي من أهم أسس العلمانية. وقد أبطله كثيرٌ من علماء الإسلام ورفضوه، لمناقضته لمبادئ الإسلام المتفق عليها، وهو مناقضٌ للمعلوم من دين الإسلام بالضرورة.

والله الهادي إلى سواء السبيل. 

حسام الدين عفانه

دكتوراه فقه وأصول بتقدير جيد جداً، من كلية الشريعة جامعة أم القرى بالسعودية سنة 1985م.