الموت يوم الجمعة

منذ 2014-02-09
السؤال: ما حكم رجل تُوفيّ يوم الجمعة في وقت صلاة الظهر؟
الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن من علامات حسن الخاتمة الموت يوم الجمعة؛ واحتجوا بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم -: ""، ولو صح هذا الحديث، لكان نصاً في المسألة ولكن الحديث ضعيف؛ وقد بين شيخنا أبو عبد الله سعد بن عبدالله الحميد –حفظه الله– ضعف الحديث حيث قال: إنه حديث ضعيف، لا يصح من طريق، ولا يتقوى بمجموع طرقه، فالحديث مع كثرة طرقه ضعيف، لأن جميعها غير سالمة من مطعن فراجعه لزامًا على الرابط: "ضعف حديث فضل الموت يوم الجمعة".

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين: "وأما الموت يوم الجمعة أو يوم الاثنين فهذا ليس فيه فضيلة؛ لأن الإنسان إنما يثاب على أمر له فيه فضيلة، أي: له فيه عمل، وهل الإنسان إذا تمكن أن يؤجل الموت إذا جاءه يوم الخميس إلى يوم الجمعة؟ لا يمكن، فالشيء الذي ليس للإنسان فيه عمل هذا ليس فيه ثواب، وليس فيه عقاب، لكن إن وردت أحاديث تدل على فضيلة الموت يوم الاثنين مثلاً، فنقول بها، أما إذا لم يرد فالأصل أن ما ليس للإنسان فيه اختيار ليس فيه ثواب ولا عقاب. وأما قول أبي بكر حينما كان مريضاً فكان يود أن يموت يوم الاثنين في مرضه ولم يمت، فهذا حباً منه أن يموت في اليوم الذي مات فيه الرسول عليه الصلاة والسلام". اهـ.

وليُعلَم: أن ظهور شيء من علامات حسن الخاتمة لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك، كما أن عدم وقوع شيء منها للميت، لا يلزم منه أنه غير صالح؛ فهذا كله من الغيب الذي استفرد الله بعلمه، وإن كان الثناء الحسن من أهل الإيمان مما يستلزم القطع بحسن الخاتمة.

وتتميماً للفائدة سنذكر بعض علامات حسن الخاتمة التي جمعها العلماء - رحمهم الله - باستقراء النصوص:

- أن يُوفَّق العبد قبل موته للابتعاد عما يغضب الرب سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير؛ فيموت على عمل صالح؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "" قالوا: كيف يستعمله؟ قال: ""؛ رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه.

- ومنها ما يبشر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلاً منه تعالى؛ كما قال جل وعلا: {} [فصلت:30]، ويظهر ذلك على وجه المحتضِر.

- النطق بالشهادة عند الموت؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ""؛ رواه أبو داوود وصححه الألباني.

- الموت برشح الجبين، أي: أن يكون على جبينه عرق عند الموت؛ لما رواه بريدة بن الحصيب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ""؛ رواه أحمد والترمذي والنسائي، وصححه الألباني.

- الموت غازياً في سبيل الله؛ لقول الله تعالى: {} [آل عمران:169-171]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ""؛ رواه مسلم.

- الموت بالطاعون؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ""؛ متفق عليه.

- الموت بداء البطن؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ""؛ رواه مسلم.

- الموت بسبب الهدم والغرق؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ""؛ متفق عليه.

- موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو وهي حامل به؛ ومن أدلة ذلك ما رواه الإمام أحمد عن عبادة بن الصامت أنه قال: أُخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشهداء، فذكر منهم: ""؛ صححه الألباني، قال الخطابي: "معناه أن تموت وفي بطنها ولد".

- الموت بالحرق، وذات الجنب، والسل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "" ثم قال: ""؛ صححه الألباني.

- الموت دفاعاً عن الدين أو المال أو النفس؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ""؛ رواه الترمذي.

- الموت رِبَاطاً في سبيل الله؛ لما رواه مسلم عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "".

وهذه العلامات هي من البشائر الحسنة التي تدل على حسن الخاتمة، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وجميع المسلمين حسن الخاتمة، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام