القنوتُ في النَّوازل

منذ 2014-03-02
السؤال:

هل دعاء القُنوت فتوى خاصَّة بكم أنتم في السعودية لإخوانِنا في غزَّة أم عامة؟

وهل جائزٌ لنا في العراق أن ندْعو لإخْواننا في غزَّة دعاء القُنوت في الصَّلوات الخمس؟

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالقنوتُ في النَّوازل سنَّة ثابتة عن النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في الصحيحين وغيرهما عن أنس بن مالك: "قَنَت النبي - صلى الله عليه وسلم - شهرًا، يدعو على رعل وذكوان"، وفي رواية عند البخاري: "إنما قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد الركوع شهرًا، أراه كان بعث قومًا يُقال لهم القُرَّاء زهاء سبعين رجلاً إلى قوم من المشركين دون أولئك، وكان بينهم وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد، فقنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا يدعو عليهم".

ورواه أيضًا أبو داودَ عن ابْنِ عبَّاس - رضي الله عنهما - قال: "قنتَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - شهرًا مُتتابِعًا في الظُّهر والعصْر، والمغرِب والعشاء، وصلاة الصُّبح، في دبر كلِّ صلاة، إذا قال: سَمع الله لِمن حمده من الركعة الآخرة، يدعو على أحْياء من بني سليم، على رعْل وذكوان وعصيَّة، ويؤمِّن مَن خلفه".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى": "فيُشْرَعُ أن يَقْنُتَ عِنْد النَّوازِل، يدْعُو لِلمُؤْمِنين، ويَدْعُو على الكُفَّار في الفَجْرِ وفي غَيْرِها مِن الصَّلواتِ، وهَكَذا كَانَ عُمَرُ يَقْنُتُ لمَّا حاربَ النَّصارَى بدُعائِه الَّذِي فِيه: "اللَّهُمَّ العَنْ كَفَرةَ أهْلِ الْكِتابِ..." إلى آخِره، وكَذلِك علِيٌّ - رضِيَ اللهُ عنْهُ - لمَّا حاربَ قَوْمًا قنَتَ يَدْعُو علَيْهِم، وينْبَغي للقانِتِ أنْ يَدْعُوَ عِنْد كُلِّ نازِلةٍ بِالدُّعاءِ المُناسِبِ لتِلْكَ النَّازِلة، وإذا سَمَّى مَنْ يَدْعُو لَهُم من المُؤْمِنينَ ومَنْ يَدْعُو علَيْهم من الكافِرينَ المُحارِبينَ، كَانَ ذَلِكَ حَسَنًا".

وقال - رحِمه الله -: "والدُّعاء على جِنْس الظَّالمين الكفَّار مشروعٌ مأمورٌ به، وشُرِع القُنوت والدُّعاء للمؤمنين، والدُّعاء على الكافرين".

وعليه؛ فدعاء القُنوت لإخواننا في غزَّة ليس خاصًّا بمكان معيَّن، وإنَّما يشمل كلَّ مكانٍ؛ اقتداءً برَسول الله - صلى الله عليه وسلَّم.

ولمزيد فائدة يرجى مراجعة الفتويين: "القنوت في الفجر"، "الدعاء على الكفار".

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام