ما درجة صحة حديث الأوعال؟

منذ 2014-03-13
السؤال:

فضيلة الشيخ - أحسن الله إليك - ما تقولون في حديث الأوعال؟

الإجابة:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أما نص حديث الأوعال فهو: عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال: «كُنتُ فِي البَطْحَاءِ فِي عِصَابَةٍ فِيهِم رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ  فَمَرَّت بِهِم سَحَابَةٌ، فَنَظَرَ إِلَيهَا فَقَالَ: مَا تُسَمُّونَ هَذِهِ؟ قالوا: السَّحَابُ، قَالَ: وَالمُزنُ، قَالُوا: وَالمُزنُ، قَالَ: وَالعَنَانُ، قَالُوا: وَالعَنَان، قال: هَل تَدرُونَ مَا بُعدُ مَا بَينَ السَّمَاءِ وَالأَرضِ؟ قالوا: لا نَدرِي، قَالَ: إِنَّ بُعدَ مَا بَينَهُمَا إِمَّا وَاحِدَةٌ أَو اثنَتَانِ أَو ثَلاثٌ وَسَبعُونَ سَنَةً، ثُمَّ السَّمَاءُ فَوقَهَا كَذَلِكَ - حَتَّى عَدَّ سَبعَ سَمَوَاتٍ - ثُمَّ فَوقَ السَّابِعَةِ بَحرٌ بَينَ أسفَلِهِ وَأَعْلاهُ مِثلُ مَا بَينَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ فَوقَ ذَلِكَ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ، بَينَ أَظلافِهِم وَرُكَبِهِم مِثلُ مَا بَينَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ عَلَى ظُهُورِهِم العَرشُ، مَا بَينَ أَسفَلِهِ وَأَعلاهُ مِثلُ مَا بَينَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ، ثُمَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَوقَ ذَلِكَ» فقد أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود، والترمذي وابن ماجه، والدارمي في "الرد على الجهمية"، والبزار في مسنده، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش"، وابن خزيمة في كتاب التوحيد، والحاكم في المستدرك.

وكل هذه الروايات تلتقي في: سِمَاك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه به.

أما سِمَاك بن حرب فقد وثقه جماعة من أهل العلم، كالإمام أحمد وأبو حاتم والبزار وغيرهم، وضعفه شعبة وابن المبارك، وسئل ابن معين عنه: فقال: أسند أحاديث لم يسندها غيره وهو ثقة، وكان الثوري يضعفه بعض الضعف، وقال النسائي: كان ربما لقن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة لأنه كان يلقن فيتلقن، وقال ابن حبان في "الثقات": يخطىء كثيرا.

وأما عبد الله بن عميرة: فلا يعرف له ترجمة إلا أنه يروي عن الأحنف بن قيس، ولا يعرف عنه راو غير سماك بن حرب، ولم ينص أحد من أهل العلم على توثيقه أو تضعيفه، إلا أن ابن احبان ذكره في "الثقات".

والذي يترجح هو ضعف الحديث؛ لأن سماك بن حرب تفرد بهذا الحديث وتفرده هذا تفرد غير مقبول لأنه يتعلق بالغيبيات، وكذلك مما يدل على ضعفه هو جهالة عبد الله بن عميرة، ولأن ثمة انقطاع بينه وبين الأحنف بن قيس. والله أعلم.