تسليم الخطيب على المصلين

منذ 2014-04-21
السؤال:

ما حكم تسليم الخطيب على المصلين عند صعوده المنبر للخطبة؟

الإجابة:

تسليم الخطيب على المصلين عندما يصعد المنبر سنة، وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة والتابعين وغيرهم، ومما ورد في ذلك:

عن جابر رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صعد المنبر سلّم» (رواه ابن ماجة والبغوي، وقال الشيخ الألباني: حديث حسن صحيح، صحيح ابن ماجة 1/282 وذكره في سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/206). 

وعن عطاء قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر أقبل بوجهه على الناس فقال: السلام عليكم»  (رواه عبد الرزاق في المصنف 3/192، وقال الشيخ الألباني: ورجاله ثقات رجال الشيخين السلسلة الصحيحة 5/207).

وروى عبد الرزاق أيضاً عن أبي أسامة أنه سمع مجالداً يحدث عن الشعبي قال:  «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر أقبل بوجهه وقال: السلام عليكم، قال: فكان أبو بكر وعمر يفعلان ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم»، ورواه أيضاً ابن أبي شيبة في المصنف 2/114، وقال الشيخ الألباني: وهو مرسل لا بأس به في الشواهد، السلسلة الصحيحة 5/206.

وقال الشيخ الألباني: ”ومما يشهد للحديث ويقويه أيضاً –أي حديث جابر المتقدم– جريان عمل الخلفاء عليه، فأخرج ابن أبي شيبة عن نضرة قال: ”كان عثمان قد كبر فإذا صعد المنبر سلّم …. الخ”، وإسناده صحيح.

ثم روى عن عمرو بن مهاجر ”أن عمر بن عبد العزيز كان إذا استوى على المنبر سلّم على الناس وردوا عليه“ السلسلة الصحيحة 5/207.  

وهذا الذي ذكرته من استحباب تسليم الخطيب على المصلين هو مذهب الشافعية والحنابلة وجماعة من السلف، قال الإمام النووي: ” إذا وصل –الخطيب– أعلى المنبر وأقبل على الناس بوجهه يسلّم عليهم …. وإذا سلّم لزم السامعين الرد عليه وهو فرض كفاية كالسلام في باقي المواضع وهذا الذي ذكرناه من استحباب السلام الثاني مذهبنا ومذهب الأكثرين وبه قال ابن عباس وعمر بن عبد العزيز والأوزاعي وأحمد“ المجموع 4/527.

وقال الشيخ ابن قدامة المقدسي: ”يستحب للأمام إذا خرج أن يسلّم على الناس، ثم إذا صعد المنبر فاستقبل الحاضرين سلّم عليهم وجلس، إلى أن يفرغ المؤذنون من أذانهم، كان ابن الزبير إذا علا المنبر سلّم، وفعله عمر بن عبد العزيز وبه قال الأوزاعي والشافعي” المغني 2/219.

حسام الدين عفانه

دكتوراه فقه وأصول بتقدير جيد جداً، من كلية الشريعة جامعة أم القرى بالسعودية سنة 1985م.