إمامة المبتدع
منذ 2006-12-01
السؤال: يوجد في قريتنا جامع ليس له إمام بل يؤم الجماعة كل من تتوفر فيه شروط
الإمامة والجماعة، الذين يصلون في هذا الجامع أكثرهم من أهل البدع
والضلالات - والعياذ بالله - ويميلون إلى الدروشة والصوفية، وعندما
نقدم لهم النصيحة ونناقشهم بالكتاب والسنة النبوية لا يقبلون بذلك بل
كل واحد منهم على مذهب، وعندما يسألوني: أنت على أي مذهب؟ أقول
لهم: إني على كتاب الله وسنة رسوله وما صح من الأحاديث فهو مذهبي،
وآتي لهم بالأدلة من الكتاب والسنة فلا يقبلون، ويقولون: إنك لابد
لك أن تتبع مذهبًا معينًا، والذي ليس على مذهب معين فإن عمله باطل غير
صحيح، وإذا طال النقاش معهم تكثر الخلافات والمشاكل بدون فائدة، فهل
يجوز السكوت عن ذلك وتركهم في أهوائهم وفي غيِّهم؟ وهل يجوز ترك
الصلاة معهم في المسجد مع العلم أني أسمع الأذان ولا أصبر على ذلك؟
وإذا ذهبت إلى الجامع يقدموني للإمامة، وإذا صليت بهم يشركوني في
بدعهم، فماذا أعمل كي أتخلص من ذلك؟
الإجابة: هذا السؤال يتكون من عدة نقاط:-
النقطة الأولى: سؤال عن إمامة المبتدع؟ المبتدع بدعة يكفر بها أو يفسق بها لا تصح إمامته، إذا كانت بدعته مكفرة أو مفسقة لا تصح إمامته، فإذا كان هؤلاء يزاولون بدعًا في الدين تؤول بهم إلى الكفر كالاعتقاد في الأولياء والصالحين أنهم ينفعون أو يضرون أو ما عليه غالب الصوفية المتطرفة من الاعتقاد في مشايخهم وأصحاب الطرق الذين يشرعون لهم من الأذكار والدين ما لم يأذن به الله، ويأتون بأذكار قد تشتمل على الشرك ودعاء الأموات ودعاء المخلوقين من دون الله، فمثل هؤلاء لا تصح إمامتهم ولا تجوز الصلاة خلفهم.
أما ما ذكرت من أنك تناصحهم وأنهم لا يقبلون، فالواجب عليك بذل النصيحة والبيان، وأما القبول والهداية فهذا بيد الله سبحانه وتعالى، أما أنت فما عليك إلا البيان والنصيحة والتكرار على هذا، لأن هذا من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ومن إنكار المنكر.
وأما ما ذكرت من التمذهب بمذهب معين فهذا فيه تفصيل: إذا كان الإنسان عنده المقدرة على معرفة الحق ومعرفة الحكم بدليله فهذا لا يتمذهب بمذهب معين، إنما يرجع إلى الكتاب والسنة ولكن هذا في الحقيقة منصب المجتهدين، والغالب على أهل هذا الزمن أنهم لا يبلغون هذه المرتبة أما من كان دون ذلك بأن كان لا يستطيع معرفة الحكم بدليله من الكتاب والسنة، فإنه يقلد أحد المذاهب الأربعة السنية، ويأخذ به ما لم يظهر له من بعض أقوالهم مخالفة الدليل، فإذا ظهر له قول مخالف للدليل فإنه يتركه ويأخذ بالقول الموافق للدليل من المذهب أو من غيره، والتمذهب بمذهب من المذاهب الأربعة ليس ممنوعًا مطلقًا، وليس جائزًا مطلقًا، إنما يجوز عند الحاجة بشرط ألا يأخذ بالأقوال المخالفة للدليل من ذلك المذهب وإنما يأخذ ما لا يخالف الدليل.
وأما النقطة الأخيرة وهي أنهم إذا ذهبت إليهم يقدمونك للصلاة هذا شيء طيب، وإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب عليك أن تذهب لتصلي بهم على السنة وعلى الطريقة الصحيحة، إذا كانوا يقدمونك للصلاة، فإنه يجب عليك أن تذهب وأن تصلي بهم، وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، ولا تشاركهم في البدع ولا تطع أقوالهم وهم لا يلزمونك في هذا، فعليك أن تذهب وأن تصلي بهم على وفق السنة وأن تناصحهم، وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، ولا تدخل معهم في بدعهم بل أنكر عليهم وامتنع من مشاركتهم.
النقطة الأولى: سؤال عن إمامة المبتدع؟ المبتدع بدعة يكفر بها أو يفسق بها لا تصح إمامته، إذا كانت بدعته مكفرة أو مفسقة لا تصح إمامته، فإذا كان هؤلاء يزاولون بدعًا في الدين تؤول بهم إلى الكفر كالاعتقاد في الأولياء والصالحين أنهم ينفعون أو يضرون أو ما عليه غالب الصوفية المتطرفة من الاعتقاد في مشايخهم وأصحاب الطرق الذين يشرعون لهم من الأذكار والدين ما لم يأذن به الله، ويأتون بأذكار قد تشتمل على الشرك ودعاء الأموات ودعاء المخلوقين من دون الله، فمثل هؤلاء لا تصح إمامتهم ولا تجوز الصلاة خلفهم.
أما ما ذكرت من أنك تناصحهم وأنهم لا يقبلون، فالواجب عليك بذل النصيحة والبيان، وأما القبول والهداية فهذا بيد الله سبحانه وتعالى، أما أنت فما عليك إلا البيان والنصيحة والتكرار على هذا، لأن هذا من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ومن إنكار المنكر.
وأما ما ذكرت من التمذهب بمذهب معين فهذا فيه تفصيل: إذا كان الإنسان عنده المقدرة على معرفة الحق ومعرفة الحكم بدليله فهذا لا يتمذهب بمذهب معين، إنما يرجع إلى الكتاب والسنة ولكن هذا في الحقيقة منصب المجتهدين، والغالب على أهل هذا الزمن أنهم لا يبلغون هذه المرتبة أما من كان دون ذلك بأن كان لا يستطيع معرفة الحكم بدليله من الكتاب والسنة، فإنه يقلد أحد المذاهب الأربعة السنية، ويأخذ به ما لم يظهر له من بعض أقوالهم مخالفة الدليل، فإذا ظهر له قول مخالف للدليل فإنه يتركه ويأخذ بالقول الموافق للدليل من المذهب أو من غيره، والتمذهب بمذهب من المذاهب الأربعة ليس ممنوعًا مطلقًا، وليس جائزًا مطلقًا، إنما يجوز عند الحاجة بشرط ألا يأخذ بالأقوال المخالفة للدليل من ذلك المذهب وإنما يأخذ ما لا يخالف الدليل.
وأما النقطة الأخيرة وهي أنهم إذا ذهبت إليهم يقدمونك للصلاة هذا شيء طيب، وإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب عليك أن تذهب لتصلي بهم على السنة وعلى الطريقة الصحيحة، إذا كانوا يقدمونك للصلاة، فإنه يجب عليك أن تذهب وأن تصلي بهم، وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، ولا تشاركهم في البدع ولا تطع أقوالهم وهم لا يلزمونك في هذا، فعليك أن تذهب وأن تصلي بهم على وفق السنة وأن تناصحهم، وأن تدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى، ولا تدخل معهم في بدعهم بل أنكر عليهم وامتنع من مشاركتهم.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
- التصنيف: