ماحكم صلاة النافلة فى السيارات داخل المدن وخاصة فى الزحام؟

منذ 2015-02-06
السؤال:

ما حكم صلاة النافلة في السيارات داخل المدن، وبالذات في الزحام والمسافات الطويلة؟

 

الإجابة:

صلاة النافلة على الراحلة وعلى السيارة لا تكون إلا في السفر، هذا الذي ثبت في الأخبار الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام وألحق أهل العلم بهذا الزمان الصلاة في السيارة وخاصة من الراكب، أمَّا سائق السيارة فإنه يجوز له إذا أمن الخطر وكان على وجه ما يحصل فيه ضرر عليه وهو مستيقظ حال صلاته وهو يقود سيارته.

أمَّا داخل البلد فلم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صلى على راحلته مع كثرة ما ينقل ويُذكر من أحواله في المدينة، وكذلك أيضاً في غير المدينة حينما يكون في بعض البلاد مثل مكة فلم ينقلوا ذلك، مع أنهم نقلوه في طريقه وطريقه ربما تكون مسافة أقل من مكثه في بعض الأماكن كما مكث في تبوك عشرين يوماً، ومكث في مكة تسعة عشرة يوماً إلى غير ذلك حال عام الفتح، وكذلك لما حج عليه الصلاة والسلام وبقي في الأبطح، يعني لابد أن يكون هناك حاجات من الذهاب والمجيء فلم ينقل شيء من هذا وخصوصاً في المدينة، فدل على أنه غير مشروع إذ لو كان مشروعاً لكان نقله ظاهراً بيناً.

ثم الأصل في هذا الباب المنع، وهو أن الصلاة تكون في حال الاطمئنان، أن يكون الإنسان ثابت على الأرض ولا يكون على راحلة تسير هذا هو الأصل في شرعية الصلاة.

فجاء خصوصاً في السفر حتى لا ينقطع عن صلاة النافلة.

في هذه الصورة وحدها وهي ما إذا طال الوقت وحال الزحام هذه مسألة أخرى، هذه ربما يقال إذا كان الإنسان مثلاً في طريق وامتد الوقت مع شدة الزحام فربما تمضي عليه الساعات أو أوقات طويلة، وقد يحتاج إلى أن يصلي بعض السُنَّة التي كان يصليها، هذا يمكن يقال إنه معذور، وما كان يعمله ويصليه فإنه مكتوب له؛ لإنه معذور في هذه الحالة. كما أنه لو ترك الجماعة وحبسه عنها وجوده في السير فلم يتمكن من الخروج يكتب له كما لو صلى.

أمَّا كونه مثلاً يقصد إلى الصلاة ولم تكن عادته هذا موضع نظر، إن كان له عادة أن يصلي في نفس هذا الميعاد يصلي صلاة الضحى، له عادة أن يتنفل مثلاً بين الظهر والعصر مثلاً، يعني يصلي بعض السنن وأراد أن يصليها هذا لا بأس أن يصليها إذا خشي فوتها، وإن كان لو فاتت في الحقيقة يكتب أجره إذا لم يكن تركه لها على سبيل الكسل عنها والضعف. وقد يقال أنه عليه أن يستغل وقته بالذكر والاستغفار ، فأبواب الخير كثيرة ومن أظهرها كثرة الذكر وما أشبه ذلك من أعمال الخير الأخرى،

إلا في صورة ما إذا مثل إنسان أراد أن يصلي قبل الظهر السُنَّة الراتبة أو سُنَّة الضحى خشي أن يفوت وقتها أو مثلاً بعد الظهر سُنَّة راتبة أو بعد المغرب وهو في سيارته هذه ربما يقال إنه يصليها، أما أن يبتدأ الصلاة لغير هذه الأشياء فلايشرع والله أعلم؛ لأنه لا شاهد له من السُنَّة كما تقدم.

ونعلم أنه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ربما ركب دابته وراحلته مثلاً كان يسير إلى قباء والمسافة طويلة على البعير والراحلة، وتستغرق وقتاً طويلاً ربما أطول من الوقت الذي يستغرقه الإنسان حينما يقف في الزحام، وكان عليه الصلاة والسلام يذهب إلى قباء ويصلي فيه كل سبت، ولم ينقل أنه كان يصلي في طريقه لا في ذهابه ولا في إيابه، وكان أيضاً يذهب إلى العوالي، والعوالي على أميال ولم ينقل أنه كان يصلي في طريقه، ومعلوم أن هذا وقت يستغرق الزمن في الأميال أكثر من بعض الأوقات التي تحبس الإنسان حينما يكون في الطريق في بعض الإشارات التي يطول فيها اصطفاف السيارات، أو نحو ذلك. فهذا الموضع فيه نظر والله أعلم، والأولى أنه يستفيد من وقته في كثرة الذكر أو دراسة العلم أو نحو ذلك أو سماع ما يمكن أن يفيده من الفوائد هذا هو الذي يتبين لي والله أعلم.

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

داعية في إدارة شؤون التوعية بالسعودية وحاصل على بكالريوس في التربية من جامعة الملك سعود