حكم تسريحات الشعر التى من صنع الكفار للنساء
ما حكم تسريحات الشعر للنساء، التي قصد بها الزينة، وهي في الحقيقة من صنيع الكفار، فهل هذا تشبه؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم وصار على نهجهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، تسريحات الشعر من الزينة، كما في السؤال، لكن الحكم يختلف بحسب حال التسريحة، فإن كان المقصود أنها تسريحات أخذت من كفار على جهة التشبه عمومًا بهم، أو جهة التشبه خصوصًا بأن تكون تسريحة أو قصة معروفة، لبعض الكفار من المغنيين، واللاعبين ونحو ذلك، فهذه لا تجوز، لأنه تشبه في الزي والهيئة الذي هو من أعظم سمات المسلم، والذي يفصله ويميزه بهيئته، وملبسه عن الكافر في المظهر، والمظهر له أثر، في الباطن والإنسان يجد ميلًا، لمن يتشبه به ولا يكون تشبهه به إلا لأجل ميله إليه، والميل أمر قلبي، يدعوا إلى المحبة الباطنة، التي قد يزيغ معها قلبه، وهذا أمر مقر عند أهل العلم، ولا يختلفون فيه من حيث الجملة، وأحكام هذا واسعة، وتختلف أيضًا هذه القصات، وهذه التسريحات، بحسب الأمر المراد منها، فقد يدخل شيئًا، وقد يدخل شيئًا منها بعضهم الاعتقاد، فيتغلظ الحكم، ويتشدد ويشتد بحسب القصد والنية، وإن كان المراد أنها تسريحات يعني صنعت في بلاد الكفار، فقد تكون بطلب أهل الإسلام فهذا لا يؤثر كما يلبس المسلم الثياب التي صنعها الكفار، وكذلك الآلات والأجهزة، ونحوها مما يصنعه الكفار، فهذا أمر لا مدخل له في التشبه، فإذا كان على هذا الوجه، هذا لا بأس به ما دام أنه ليس فيه محذور، محذور شرعي، ومهما أمكن المسلم أن يستغني عن الكفار، في أموره كلها كان هو الواجب.
عبد المحسن بن عبد الله الزامل
داعية في إدارة شؤون التوعية بالسعودية وحاصل على بكالريوس في التربية من جامعة الملك سعود
- التصنيف:
- المصدر: