ما صحة حديث ”من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبى الله … الحديث”؟

منذ 2015-02-13
السؤال:

ما صحة هذا الحديث، (من قال إذا أصبح وإذا أمسى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه)؟

 

الإجابة:

هذا الحديث ورد مرفوعًا وموقوفًا رواه أبو داود من حديث أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه، موقوفًا عليه، أنه عليه الصلاة والسلام، قال:  «من قال حين أصبح وحين أمسى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، سبع مرات كفاه الله ما أهمه» (1)، جاء في الرواية عن أبي داوود زيادة فيها نظر، وربما قال بعض أهل العلم إنها منكرة، كصادقًا، أو كاذبًا، صادقًا أو كاذبًا، وهذا موقوف على أبي الدرداء،

وظاهر الإسناد أنه جيد عند أبي داوود، وقد يقال إن مثله لا يقال بالرأي، فيكون في حكم المرفوع، خاصة في مثل هذا الأمر، ومثل هذا التحديد، وجاء مرفوعًا عند ابن السني، لكن إسناده ضعيف، فعلى هذا يحسن أن يقال تلك الزيادة: صادقًا أو كاذبًا يمكن أن توجه، وجهها بعض الشراح فقال: صادقًا يعني أنه لم يقولها كاذبًا، يعني فيما يتعلق بالقلب، والصدق أن يقولها عن يقين وعن صدق بقلبه، فهذا توجيه مناسب لو ثبتت هذه اللفظة وهذا اللفظ العظيم ورد في معناه، لكن بهذا التخصيص، عن أبي الدرداء كما تقدم، ونعلم كلام أهل العلم في الحديث الضعيف، وما ذكروا فيه من الشروط، وهذا الحديث جاء فيه سبع مرات صباحًا ومساءًا، فلا بأس من قوله لما فيه من هذا الفضل العظيم، الذي جاء بهذا التحديد، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، ويمكن القول أنه لا يقال بالرأي، فلو فرض عدم ثبوته مرفوعًا فهو في حكم الموقوف لفظًا المرفوع حكماً. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جاء هذا الحديث موقوفاً ومسندًا:
فأما الموقوف : فقد أخرجه أبو داود في “سننه” (5/201/برقم 5081) من رواية أبي بكر بن داسة، كما قال الحافظ المزي في “الأطراف” (8/246) وأخرجه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (36/149، 150) كلهم من طريق عبد الرزاق بن عمر بن مسلم الدمشقي ثنا مُدْرك بن سعد عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه …. فذكره، وأحوال رجال الإسناد كما قال الحافظ في التقريب ما يلي: عبد الرزاق بن عمر بن مسلم: صدوق عابد، ومُدْرك: لا بأس به، ويونس بن ميسرة: ثقة عابد مُعَمَّر، وأم الدرداء: زوج أبي الدرداء  رضي الله عنه هي الصغرى، واسمها هجيمة، وهي ثقة فقيهة، فهذا فيما يظهر سند حسن موقوف، ومثله لا يقال بالرأي، فإن فيه ذِكْرًا مقيّدًا بعدد، وثوابًا ترتَّب على هذا الذِّكْر، وهذا أمر غيبي، وأبو الدرداء رضي الله عنه لم يُعرف بالأخْذ عن بني إسرائيل، فمثله له حُكْم الرفع، والله أعلم.
وأما المسند : فقد أخرجه ابن السني في “عمل اليوم والليلة” (ص36-37) برقم (71)، وبنحوه مع ذكر زيادة ” صادقًا كان بها أو كاذبًا”  أخرجه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (36/193) كلاهما من طريق عبد الرزاق بن مسلم الدمشقي ثنا مُدرك بن سعد عن يونس بن ميسرة سمعت أم الدرداء عن أبي الدرداء عن رسول الله  صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال “: من قال في كل يوم حين يُصْبح وحين يُمسي، حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلت، وهو رب العرش العظيم، سبع مرات؛ كفاه الله عز وجل همه من أمر الدنيا والآخرة”  والراجح فيما يظهر رواية الوقف، ولها حُكْم الرفع فيما يظهر ، وقد قال المنذري في الترغيب والترهيب (1/332):  وقد يقال: إن مثل هذا لا يقال من قِبَل الرأي والاجتهاد، فسبيله سبيلُ المرفوع أهـ. أما زيادة “صادقًا كان بها أو كاذبًا” حَكم عليها الحافظ ابن كثير بأنها زيادة غريبة، وذكر الحديث بالزيادة، وقال: هذا منكر اهـ من “تفسير ابن كثير” آخر سورة التوبة (4/244).

عبد المحسن بن عبد الله الزامل

داعية في إدارة شؤون التوعية بالسعودية وحاصل على بكالريوس في التربية من جامعة الملك سعود