حكم إعادة الصلاة بسبب الوسواس
السلام عليكم سماحة الشَّيخ،
أنا كثيرة الوسوسة في الصَّلاة والطهارة، فبمَ تنصحونني، مع العِلم أنَّ هذه الوسوسة بدأتْ من شَهْرٍ تقريبًا؟ ودائمًا أشعر أنَّني لم أفعلها على الوجْه المطْلوب، أو ناقصة، فأضطرُّ إلى الإعادة، مع أني موقنة بفعلِها.
السؤال الثَّاني: هل إعادة الصَّلاة في غير وقتِها يعتبر تأخيرًا لها؟
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإنَّ منِ ابتُلي بالوسواس في الصَّلاة، عليه أن يستغفر الله كثيرًا، ويتعوَّذ به من الشَّيطان الرَّجيم، وأن يدْعو الله بقلب خاشع أن يدْفع عنه وسوسة الشَّيطان، كما أنَّه لا بدَّ له من استِحْضار القلب، والانتِباه عند صلاته، وتدبُّر ما هو فيه من فعل أو قول، فإنَّه إذا وثق من فعلِه، وانتبه إلى قولِه، وعلِم أنَّ ما قام به هو المطلوب منْه - كان ذلك داعيًا إلى عدَم مجاراة الوسواس، وإن عرض له، فلا يسترْسِل معه؛ لأنَّه على يقين من أمره، ولا يعيد صلاتَه؛ مخالفة لعدو الله، ومحاربة له، كما أنَّ المرض يزداد تمكُّنًا من الشَّخص، كلَّما ازْداد هو في تكْرار العبادة.
وراجعي الفتاوى: "الوسواس القَهْري"، "الخشوع في الصلاة حكمه وأسبابه"، "عدم الخشوع في الصلاة".
أمَّا إعادة الصَّلاة، فإن كان الحامِل عليه الوساوس، فلا تعاد، ما دمتِ قد أتيتِ بها مستكْملة الشروط والأركان، أمَّا إذا تيقَّنتِ أنَّكِ قد تركت شرطًا أو ركنًا، أو وقعتِ في مبطِلٍ من مبطلات الصَّلاة؛ كالأكْل أو الشُّرب أو الكلام أو غير ذلك - فيجِب عليك الإعادة، أو إعادة الركعة أو الركعات التي ترك فيها الركن، ما لم يطل الفصل، فإن طالت المدة أعيدت الصلاة كلها،،
والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: