حكم صلاة الفجر قبل وقته

إذا نظر إلى الفجر فلم يطلع الفجر فلا تصح صلاته، الأصل بقاء الليل فلا يجوز للإنسان أن يصلي حتى يتحقق أو يغلب على ظنه طلوع الفجر فالأصل بقاء الليل، أما إذا كان أنه غلب على ظنه طلوع الفجر، ثم بعد ذلك نظر ولم يبصر شيئًا يقينًا في هذه الحال يكتفي بغلبة الظن، كما نكتفي بالتقويم ونكتفي بالتوقيت بأن الفجر قد طلع، والفجر قد لا تتمكن رؤيته بمعنى ضوء الصبح إما لكثرة الأنوار وما أشبه ذلك مما يحجب ضوء الفجر، فالشأن أنه إذا كان لم يبنِ صلاته على علم، أو ظن بدخول الوقت في هذه الحالة لا يجوز له أن يصلي؛ لأن «الفجر فجران». كما في حديث ابن عباس (1)، وحديث جاب ر(2) «ففجر يحرم الطعام والشراب ويحل الصلاة». يعني في رمضان، وفجر كاذب «يحل فيه الطعام والشراب وتحرم فيه الصلاة». وهو ما قبل تحقق طلوع الفجر الصادق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ” الْفَجْرُ فَجْرَانِ : فَجْرٌ يَحْرُمُ فِيهِ الطَّعَامُ وَتَحِلُّ فِيهِ الصَّلاةُ ، وَفَجْرٌ تَحْرُمُ فِيهِ الصَّلاةُ وَيَحِلُّ فِيهِ الطَّعَامُ ” أخرجه الحاكم (643) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وأخرجه ابن خزيمة (356) وقال: لم يرفعه في الدنيا غير أبي أحمد الزبيري , وأشار الدارقطني إلى ذلك، فكأن ابن خزيمة والدارقطني رحمهما الله يرجحان أن الحديث موقوف ليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم. والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع (4279).

(2) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”الفجر فجران فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام وأما الذي يذهب مستطيلا في الأفق فأنه يحل الصلاة ويحرم الطعام” هكذا روي بهذا الإسناد موصولا وروي مرسلا وهو أصح/ أخرجه الحاكم في المستدرك(689) والبيهقي في السنن (1642) و الدار قطني في “السنن ” (2/165)، حديث رقم (3)، وقال: هذا مرسل، والمرسل الذي أشار إليه أخرجه أبو داود في المراسيل  (97) ، والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع( 4278).