حكم زيارة بابا الفاتيكان للمسجد الأموي

منذ 2015-05-06
السؤال:

هل يجوز للبابا أن يصلي في المسجد الأموي أو حتى الدخول إليه ؟ ولماذا؟

 

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

‏فقد تقدم بيان حكم دخول الكافر المسجد في فتاوى سابقة، وبُيَّن فيها خلاف العلماء في ذلك، وأن الراجح من أقوالهم جواز دخول الكافر جميع ‏المساجد -إلا المسجد الحرام- إذا دعت الحاجة إلى ذلك، أو كان في دخوله مصلحة ‏كدعوته إلى الإسلام.‏
لكن هذا لا يعني أن يسمح لرأس الكفر الصليبي أن يدنس مساجد المسلمين، وهو القائم ‏على حملات التنصير والتضليل التي تغري فقراء المسلمين بالردة، مستغلة حاجتهم إلى ‏الطعام والشراب والدواء.‏
وكيف يسمح له أن يدخل مساجد المسلمين، وهو رأس النصرانية التي تحارب المسلمين في ‏بقاع شتى من العالم، وليس في دخوله إلى المسجد مصلحة ولا حاجة، كما أن من ‏استضافه لم يكن من أهدافه أن يدعوه إلى الإسلام، ولا سعى إلى ذلك.‏
فدخول الكافر المسجد ليسمع الإسلام، أو يعمل فيه بناء وصباغاً لون، ودخوله ليوهم ‏الناس أنه متسامح، وأنه يحمل رسالة التقارب بين من يزعمون أن الله ثالث ثلاثة، وبين ‏من يوحدون الله تعالى لون آخر، ولا يخفى ما يترتب على ذلك من تشويش على دهماء ‏المسلمين، وقد باضت هذه الدعوة وأفرخت أفراخاً: منهم من زعم أن النصارى مؤمنون، ‏ومنهم من زعم أن أتباع الديانات الثلاث يشتركون في أصول الإيمان، كالإيمان بالله ‏واليوم الآخر والنبوة والكتاب، وأن هؤلاء جميعاً يمكن أن يقفوا صفاً واحداً في وجه ‏الإلحاد واللادينية، ضاربين صفحاً عن حقيقة ما عليه النصارى واليهود من الكفر والشرك ‏والتبديل الذي انسلخوا به عن شرف الاتباع، وثبت عليهم به معرة المنابذة والشقاق عن ‏علم وسبق إصرار، فحظهم من الديانتين هو من جنس حظ أبي جهل وأبي لهب وعبد الله ‏بن أبي بن سلول من الإسلام، ومن جنس حظ المشركين من التوحيد، مع أنهم يثبتون لله ‏الربوبية: {ولن سألتهم من خلقهم ليقولن الله} [الزخرف:87]‏
وقد تقرر أنه لا يجوز إقرار الكافر على ممارسة شعائر كفره في بيوت الله التي إنما أقيمت ‏لتوحيده وذكره.‏
والله أعلم.‏