مذاهب العلماء في الحديث بأمور الدنيا في المسجد

منذ 2015-05-13
السؤال:

ما حكم المكوث في المسجد والتحدث بأمور الدنيا؟ وما حكم رفع الصوت فيه عند الحديث والضحك بصوت مرتفع؟

 

الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد اختلف أهل العلم في هذا على أقوال:
القول الأول: أن التحدث في المسجد بما لا إثم فيه من أمور الدنيا مباح، وإن حصل في هذا ضحك ونحوه. وبهذا قالت الشافعية والظاهرية.

قال الإمام النووي رحمه الله من الشافعية: يجوز التحدث بالحديث المباح في المسجد وبأمور الدنيا وغيرها من المباحات وإن حصل فيه ضحك ونحوه ما دام مباحاً، لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام، قال: وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم» (رواه مسلم). المجموع شرح المهذب.

وقال ابن حزم: والتحدث في المسجد بما لا إثم فيه من أمور الدنيا مباح، وذكر الله تعالى أفضل، وإنشاد الشعر فيه مباح. المحلى.

القول الثاني: أن التحدث في المسجد بما لا إثم فيه من أمور الدنيا مكروه، وهو مذهب المالكية. جواهر الإكليل مختصر خليل.

 والحنابلة قالوا: ويكره أن يخوض في حديث الدنيا، ويشتغل بالطاعة من الصلاة والقراءة والذكر. كشاف القناع.

وقال الإمام أحمد في رواية حنبل: لا أرى لرجل إذا دخل المسجد إلا أن يلزم نفسه الذكر والتسبيح، فإن المساجد إنما بنيت لذكر الله عز وجل. فتح الباري لابن رجب.

القول الثالث: أن التحدث في المسجد بأمور الدنيا مكروه كراهة تحريم وهو مذهب الحنفية كما في الموسوعة الفقهية.

 وبهذا يتبين لك أن أكثر أهل العلم على كراهة الحديث بأمور الدنيا في المسجد، فينبغي أن يجتنب وإن تحدث متحدث فينبغي أن يكون ذلك، مع مراعاة خفض الصوت وعدم التشويش على المصلين أو من يقرأ القرآن أو يدرس علماً أو يدرسه.

أما إذا حصل تشويش على مصلٍ أو عابد أو قارئ فهذا لا يجوز، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع الصوت بالقراءة في الصلاة حتى لا يؤذي بعضهم بعضاً، كما ورد في الحديث عند الإمام أحمد وغيره وصححه العراقي وابن حجر.
وأما حديث: الكلام في المسجد يأكل الحسنات.. فلا أصل له كما بينا ذلك.

والله أعلم.