الإعراض عن الوساوس جملة
السَّلام عليْكم ورحْمة الله وبركاته،
أنا شابّ من العراق أعاني من نوْع غريب مِن الوسْوسة، هو ليْس من نوع وسوسة الطَّهارة أو ما شابَهها - والحمد لله - ولكنَّه نوعٌ بَحثتُ عنْه بالإنترنت ولم أجد ما يشابِهه.
عندما أشعر أنَّني يجب أن أقضي حاجتِي - أي: محصور - أظل أوَسْوِس في داخِل نفْسي بأنِّي يَجب أن أقضي حاجتي بسرعة قبل أن أحدث على نفسي - وتحدث في اليوريا فقط - وأنا ألاحظ هذه الحالة لديَّ فقط، ولا تَحدُث لدى إخوتي، أو أقْرِبائي، أو أصدقائي.
وهذه الحالة تأْتيني أيضًا في الصَّلاة، حيث أتذمر وأشعر بهذا الشّعور المدمر إلى حين اكتِمال الصَّلاة، وقد حدثتْ لي حالاتٌ كثيرة أن قطعتُ صلاتي، وتوجَّهت إلى الحمَّام عند حدوث هذه الحالة، وهذا الشّعور لا يُفارقني أبدًا.
أرجو أن تُساعدوني في حلّ هذه المشكلة - كيفيَّة حلّها - لأنَّني ولحدّ الآن لم أستلم أيَّ ردٍّ من أي جهة حول هذا الموضوع.
علمًا أني لست جاهلاً، بل متعلم علمًا جيّدًا بالشَّرع، بفضل الله.
أنتظر ردَّكم.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فنسأل الله - جلَّ وعلا - أن يُزيلَ عنك ما أصابك، واعلمْ - أخي الكريم - أنَّ الشَّيطان حريصٌ على أن يُفْسِد على المسلم طهارتَه وصلاته؛ بل وحياتَه كلَّها، والذي ننصحُك به: ألاَّ تسترْسِل مع الشُّعور الذي تشعره، وأن تنسَى ذلك الشُّعور وتُعْرِض عنه جملة وتفصيلاً، وبعد فترةٍ من الزَّمن ستجِد نفسَك قد تخلَّصت منه، إن شاءَ الله.
قال ابن حجَر الهيْتمي في "الفتاوى الفقهيَّة الكبرى"، لمَّا سُئِل عن داء الوسْوسة: هل له دواء؟ فأجاب بقوله: "له دواءٌ نافع، وهو الإعراض عنْها جملة كافية، وإن كان في النَّفس من التردُّد ما كان، فإنَّه متى لم يلتفِتْ لذلك، لَم يثبت؛ بل يذهَب بعد زمن قليل، كما جرَّب ذلك الموفَّقون، وأمَّا من أصْغى إليْها وعمِل بقضيَّتها، فإنَّها لا تزال تزْداد به حتَّى تُخرجه إلى حيّز المجانين وأقْبح منهم، كما شاهدناه في كثيرٍ ممَّن ابتُلُوا بها، وأصْغوا إليْها، وإلى شيطانِها الَّذي جاء التَّنبيه عليْه منْه - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بقوله: « »؛ رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد". اهـ.
كما ننصحك بعرض حالتك على طبيب نفسي، لأن بعض الحالات تحتاج إلى علاج.
هذا؛ وقد ذكرنا علاج الوسوسة في فتاوى سابقة على موقعنا، منها: "الوسواس القَهْري"، وراجع استشارة: "الله أكبر، الحمد لله الذي ردَّ كيده إلى الوسوسة"،،
والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: