من ابتلع بقايا الطعام التي بين أسنانه باختياره، أو بعض ماء المضمضة أثناء وضوئه: فقد أفطر

منذ 2015-06-04
السؤال:

كنت أعاني من الوسواس القهري، فكنت إذا توضأت في رمضان أكثر البصاق خوفا من أن ينزل الماء في حلقي، فمرة فقدت أعصابي، فابتلعت الماء عمدا فكيف أكفر عن ذنبي؟

ومرة كنت نائمة، وكانت أمي تجفف لوزا وضعته بجانبي في رمضان، فأحسست بشيء في فمي لا أدري بقايا طعام في فمي أو لوز فابتلعته كسلا أن أقوم فأتمضمض، فماذا علي؟

وفي رمضان آخر بقي قليل من ماء الوضوء في فمي فابتلعته عمدا؟

وأخيرا ما حكم من تقيأ فابتلعه، كسلا أن يقوم فيتمضمض؟

أنا الآن مرضع، وتبت إلى الله فكيف أكفر عن ذنبي؟

الإجابة:

الحمد لله سبحانه
أولا:
إذا تمضمض الصائم لزمه مج الماء، ولا يشرع له كثرة البصق بعد المضمضة، وهذه عادة سيئة تورث الوسواس والشك في العبادة.
ثانيا:
قولك: "فقدت أعصابي فابتلعت الماء عمدا":
- إن كنت تقصدين أنك ابتلعت ماء المضمضة الذي لا يزال في فمك، أو بعضه: فقد أفطرت، فتجب عليك التوبة وقضاء ذلك اليوم.
- وإن كنت تقصدين ابتلاع الريق بعد المضمضة ومج الماء الذي في الفم: فلا شيء عليك، قال البجيرمي رحمه الله تعالى في (حاشيته:2/ 378):
"وَلَا يَضُرُّ بَلْعُ رِيقِهِ إثْرَ الْمَضْمَضَةِ، وَإِنْ أَمْكَنَ مَجُّهُ، لِعُسْرِ التَّحَرُّزِ عَنْهُ" انتهى.
وكذلك في قولك: "بقي قليل من ماء الوضوء في فمي فابتلعته":
- إن كان هذا من ماء المضمضة فقد فسد صومك وعليك القضاء.
- وإن كانت رطوبة في الفم بعد المضمضة ومج الماء: فالراجح أنه لا شيء عليك.


ثالثا:
من ابتلع بقايا الطعام التي بين أسنانه باختياره مع استطاعته إخراجها، فإنه يفطر بذلك، أما إذا ابتلعها من غير اختيار منه، كما لو جرت مع ريقه إلى حلقه ولم يستطع ردها، فصيامه صحيح ولا شيء عليه.

والذي يظهر من كلام السائلة أنها ابتلعت بقايا طعام كان في فمها عمدا، وكسلت أن تقوم وتنظف فمها منه، فإن كان ذلك بالليل فلا شيء عليها، وإن كان بعد طلوع الفجر، فعليها قضاء ذلك اليوم مع التوبة إلى الله تعالى.


رابعا:
من غلبه القيء فلا شيء عليه وصيامه صحيح، ومن تقيأ عمدا فعليه القضاء.

ومن غلبه القيء فبلعه: فإن كان عن غير عمد منه فلا شيء عليه، وإن تعمد بلعه فسد صومه وعليه القضاء، قال علماء اللجنة:
"إذا تقيأ عمدا فسد صومه، وإن غلبه القيء فلا يفسد صومه، وكذلك لا يفسد ببلعه ما دام غير متعمد" انتهى من (فتاوى اللجنة الدائمة:10/ 254).
 

والحاصل:
أن الواجب عليك قضاء الأيام التي أفسدت صيامها عمدا، سواء كان ذلك ببلع ماء في فمك، غير ماء الريق فإن بلعه لا يفطر، أو بلع ما تبقى في فمك من طعام، أو ما وصل إليه من القيء، فتقدري عدد هذه الأيام، وتصومينها قضاء، مع التوبة إلى الله عزَ وجلَ مما فعلت من ذلك، وأنت مختارة.
وإنما يجب عليك قضاء ذلك: متى انتهيت من فترة رضاعك، وأما المرضع، فلا يلزمها قضاء ما عليها من الصوم في أثناء رضاعها، متى شق ذلك عليها، أو خافت على نفسها، أو على ولدها من الصيام، وهي في مدة الرضاع.

وأما ما غلبت عليه من شدة الوسواس، وضغط الأعصاب، فنرجو ألا يكون عليك بأس منه، مع وجوب اهتمامك بترك الوساوس، وعدم الالتفات إليها؛ فخير علاج للوسواس إهماله وعدم الالتفات إليه، وعدم الانشغال به.

والله تعالى أعلى وأعلم.