يعمل في معمل لتصنيع الملح، فيستنشق غبار الملح وهو صائم رغما عنه

منذ 2015-06-04
السؤال:

العامل الذي يعمل في معمل لتصنيع الملح ماذا يفعل، حيث يوجد غبار الملح بكثرة ولا يستطيع أن يتخلص منه، فهل يبطل صيامه إن استنشقه أو وجد في حلقه طعم الملح؟

الإجابة:

الحمد لله تعالى
العامل الذي يعمل في معمل لتصنيع الملح، فيستنشق غبار الملح، ويجد طعمه في حلقه، لا حرج عليه في ذلك، ولا يفسد صومه؛ لأنه لا يمكن اجتناب هذا الغبار، ولا يكلف الله تعالى نفسا إلا وسعها.

قال النووي رحمه الله تعالى:
"اتَّفَقَ أَصْحَابُنَا (الشافعية) عَلَى أَنَّهُ لَوْ طَارَتْ ذُبَابَةٌ فَدَخَلَتْ جَوْفَهُ أَوْ وَصَلَ إلَيْهِ غُبَارُ الطَّرِيقِ أَوْ غَرْبَلَةُ الدَّقِيقِ بِغَيْرِ تَعَمُّدٍ لَمْ يُفْطِرْ، قَالَ أَصْحَابُنَا: وَلَا يُكَلَّفُ إطْبَاقَ فَمِهِ عِنْدَ الْغُبَارِ وَالْغَرْبَلَةِ لأن فِيهِ حَرَجًا" انتهى من (المجموع:6/359) .

وقال ابن قدامة رحمه الله تعالى في (الكافي:1/441):
"ما لا يمكن التحرز منه كابتلاع ريقه، وغربلة الدقيق، وغبار الطريق والذبابة تدخل في حلقه، لا يفطره؛ لأن التحرز منه لا يدخل تحت الوسع، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها" انتهى.

وجاء في (الموسوعة الفقهية:31/135):
"اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الصَّائِمَ لاَ يُفْطِرُ بِوُصُول غُبَارِ الطَّرِيقِ إِلَى جَوْفِهِ إِذَا لَمْ يَتَعَمَّدْ ذَلِكَ، وَإِنْ أَمْكَنَهُ ذَلِكَ بِتَكْلِيفِهِ إِطْبَاقَ فَمِهِ أَوْ نَحْوِهِ عِنْدَ الْغُبَارِ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْحَرَجِ وَالْمَشَقَّةِ الشَّدِيدَةِ؛ وَلأِنَّهُ مِمَّا لاَ يُمْكِنُ الاِحْتِرَازُ عَنْهُ، سَوَاءٌ أَكَانَ الصَّوْمُ فَرْضًا أَمْ نَفْلاً وَسَوَاءٌ أَكَانَ الْغُبَارُ قَلِيلاً أَمْ كَثِيرًا مَاشِيًا أَوْ غَيْرَ مَاشٍ.
وَمِثْل غُبَارِ الطَّرِيقِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ غُبَارُ غَرْبَلَةِ الدَّقِيقِ سَوَاءٌ كَانَ الصَّائِمُ نَخَّالاً أَوْ لَمْ يَكُنْ نَخَّالاً؛ لأِنَّهُ أَمْرٌ غَالِبٌ، وَكَذَا غُبَارُ الْجِبْسِ لِصَانِعِهِ وَبَائِعِهِ، وَكَذَا غُبَارُ الْكَتَّانِ وَالْفَحْمِ وَالشَّعِيرِ وَالْقَمْحِ" انتهى .

والله تعالى أعلى وأعلم.