تحديد صيام ثلاثة أيام من كل شهر بأيام البيض

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
صيام ثلاثة أيام من كل شهر هي سنة الصيام الراتبة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حافظ عليها دون غيرها من نوافل الصيام، أما بقية نوافل الصيام فإنه كما ذكرت عائشة رضي الله تعالى عنها «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم»، فالتطوع الذي حافظ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هو صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وهو يعدل صيام الدهر كله كما في حديث عبد الله بن عمرو في الصحيحين «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فكأنما صام الدهر كله»، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك أبا هريرة وأبا الدرداء وأبا ذر وعبد الله بن عمرو.

وهذه الأيام ليس لها وقت كما ذكرت عائشة لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يبالي صامها من أول الشهر أو من آخره أو من وسطه، لكن استحب بعض العلماء أن تكون في أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «يا أبا ذر إذا صمت فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» وهذا الحديث من أهل العلم من أثبته ومنهم من لم يثبته.

وعلى كل حال المطلوب من المسلم أن يصوم هذه الثلاثة أيام في كل شهر، وسواء صامها متتابعة أو متفرقة في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.