حجم منزلة المؤمن في الفردوس الأعلى
الجنة أضعاف الأرض
هل حجم منزلة المؤمن في الفردوس الأعلى، أو أي منزلة في الجنة، أكبر من الأرض أم لا ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم في الفردوس، أو في الجنة على وجه العموم، يكون ما له أضخم من الأرض؛ لما في البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « » قالوا: "يا رسول الله، أفلا ننبئ الناس بذلك"، قال: « ».
ومن كان دون ذلك، يكون له أعظم من الأرض؛ ففي صحيحي البخاري ومسلم عن عبد الله رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: «
» فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقول: « ».ولهما في الحديث الطويل في آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، حتى إذا انقطعت به الأماني، قال الله عز وجل: ذلك لك، ومثله معه. قال أبو سعيد: وعشر أمثاله معه يا أبا هريرة، أشهد أني حفظته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهما من حديث ابن مسعود في آخر من يدخل الجنة: «
».قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم: «
»، وفي الرواية الأخرى: « »، هاتان الروايتان بمعنى واحد، وإحداهما تفسير للأخرى. فالمراد بالأضعاف الأمثال؛ فإن المختار عند أهل اللغة أن الضعف المثل.وأما قوله صلى الله عليه سلم في الأخرى: «
» وفي الرواية الأخرى: « »، فهاتان الروايتان لا تخالفان الأوليين، فإن المراد بالأولى من هاتين، أن يقال له أولا: لك الدنيا ومثلها، ثم يزاد إلى تمام عشرة أمثالها، كما بينه في الرواية الأخيرة. وأما الأخيرة فالمراد بها: أن أحد ملوك الدنيا لا ينتهي ملكه إلى جميع الأرض، بل يملك بعضا منها، ثم منهم من يكثر البعض الذي يملكه، ومنهم من يقل بعضه، فيعطى هذا الرجل مثل أحد ملوك الدنيا خمس مرات، وذلك كله قدر الدنيا كلها، ثم يقال له: « »، فيعود معنى هذه الرواية، إلى موافقة الروايات المتقدمة، ولله الحمد، وهو أعلم. اهـ.والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: