أعمال خيرية في الحج

منذ 2015-09-13
السؤال:

السَّلام عليْكم،

صديقي ذهب للحجّ هذا العام، وأنا قد أعطيتُه النَّعل الخاصَّ بي لينتعلَه أثناء الحجّ، وأيضًا أعطيتُه مصْحفي ليقرأَ منْه أثناءَ إقامتِه هناك، فما حُكْم عملي هذا؟ وإذا كان صحيحًا هل لي أجر؟ وهل صحيحٌ أنَّ الصدقة الجارية في الحرَم المكّي بمائة ألف صدقة؟

وجزاكم الله خيرَ الجزاء على مَجهودِكم الرَّائع.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فلا شكَّ أنَّ المسلم مثاب - إنْ شاء الله تعالى - على جَميع أعمال الخير، قلَّت أو كثُرَتْ؛ قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8].

قال الشَّيخ السعدي في
تفسيره: "وهذا شاملٌ عام للخير والشَّرّ كلّه؛ لأنَّه إذا رأى مثقال الذرَّة - الَّتي هي أحقر الأشياء - وجوزي عليها، فما فوق ذلك من باب أوْلى وأحرى؛ كما قال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} [آل عمران: 30]، {وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا} [الكهف: 49].

وهذه الآية فيها غاية التَّرغيب في فِعْل الخير ولو قليلاً، والتَّرْهيب من فِعْل الشَّرّ ولو حقيرًا".

أمَّا مضاعفة أجْر الصَّدقة في الحرَم المكّي لمائة ألف، فنرجو ذلك، وفضل الله واسع؛ لما ورد في الصَّلاة في المسجد الحرام: أنَّها بمائة ألف صلاة فيما سواه؛ فقد روى أحمدُ وابن ماجه عن جابِرٍ قال: قالَ رَسُولُ اللَّه - صلَّى اللَّهُ علَيه وسلَّم -:
«صلاةٌ في المَسْجِدِ الحَرامِ أفْضَلُ مِن مِائةِ ألْفِ صلاةٍ فِيما سِواهُ»، وصحَّحه الألباني،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام