وقت أذكار الصَّباح والمساء

منذ 2015-10-12
السؤال:

متى هي أوقات أذكار الصَّباح والمساء؟ وهل هي محصورة بين وقتَين؟ مع العلم أني في بعض الأيام أقرؤها بعد الظُّهر.

وجزاكم الله كلَّ خير.

أحبُّكم في الله.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ أفضل وقتٍ بالنِّسبة لأذكار الصَّباح هو: ما بين الفجْر وطلوع الشَّمس، وأفضل وقتٍ لأذْكار المساء هو: ما بين العصْر وغروب الشَّمس.

قال ابن القيم - رحِمه الله - في "الوابِل الصيِّب": "... طرفي النَّهار، وهما ما بين الصُّبح وطلوع الشَّمس، وما بين العصْر والغروب؛ قال - سبحانه وتعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب: 41، 42]، والأصيل؛ قال الجوهري: هو الوقْت بعد العصْر إلى المغرب، وجمعه: أُصُل وآصال وأصائِل، كأنَّه أصيلة؛ قال الشَّاعر:
 

لَعَمْرِي لأَنْتَ البَيْتُ أُكْرِمُ أَهْلَهُ          وَأَقْعُدُ فِي أَفْيَائِـهِ بِالأَصَائِـلِ

ويُجمع أيضًا على "أُصلان"، مثل "بَعير وبُعران"، ثمَّ صغَّروا الجمع فقالوا: "أُصَيلان"، ثمَّ أبْدلوا من النون لامًا فقالوا: "أُصَيْلال"؛ قال الشَّاعر:
 

وَقَفْتُ فِيهَا أُصَيْـلالاً أُسَائِلُهَـا        أَعْيَتْ جَوَابًا وَمَا بِالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ


وقال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} [غافر: 55]، فالإبكار أوَّل النهار، والعشيّ آخره، وقال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39]، وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: "من قال كذا وكذا حين يصبح وحين يمسي" أنَّ المراد به: قبل طلوع الشَّمس وقبل غروبها، وأنَّ محلَّ هذه الأذكار بعد الصُّبح وبعد العصر". اهـ.


فمَن أتى بها في وقتِها، فقدْ فعَلَ ما هو خيرٌ له، ومَن أتَى بها في غير أوقاتِها، لم يأْثَم بذلك، ومِن أهل العلم مَن يستحبُّ قضاء نوافل الأعمال، بما في ذلك الأذْكار.

روى مسلم عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنَّه قال:
«مَن نام عَن حِزْبِه أو عن شيءٍ منْه، فقرأ فيما بين صلاةِ الفجْر وصلاة الظُّهْر - كُتِب له كأنَّما قرأَه من اللَّيل»، قال النووي: "هذا دليلٌ على استِحْباب المحافظة على الأوْراد، وأنَّها إذا فاتت تُقْضَى". اهـ،،

والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام