خروج المني عند قضاء الحاجة
السلام عليكم ورحمة الله،
أثناء التبرُّز يخرج المنيُّ، فهل يَجِب عليَّ الغُسْل من الجنابة؟
وما حكم الملابس التي أرتديها، هل تصح الصلاة فيها أو لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ ما يخرج غالبًا عند قضاء الحاجة هو الودي، وليس منيًّا.
والودي: ماء أبيض ثخين خاثِر، يخرج عقب البول، وهو نجس؛ لكونه يخرج عقب البول مباشرة فيكون مختلطاً به، ولا يجب منه الغسل؛ وقد روى البيهقي في "سننه" عن ابن عباس قال: "المني والمذي والودي، أما المنى؛ فهو الذي منه الغسل، وأما الودي والمذي؛ فقال: اغسل ذكرك أو مذاكيرك، وتوضأ وضوءك للصلاة".
أما المنيُّ: فهو سائل لزِج، يخرج بتَدَفُّق مُصاحب للشَّهوة، ويعقبه فُتُور، ويوجب الغسل.
وعلى فرض أن يكون الذي يخرج منيًّا بسبب مرَض أو بَرْد أو غيره - لا عن شهوة - فلا غُسْل فيه، وإنما يجب الغسل في الذي يخرج دفقًا بلذَّة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث عليّ: «
»؛ رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وفي رواية عند أحمد: « ».والفضخ: خروجه على وجه الشدة، أو خروجه بالعجلة، كما قال إبراهيم الحربي، وهو لا يكون بهذه الصفة إلا لشهوة؛ قال أبو البركات ابن تيميَّة في "المنتقى" تعليقًا على حديث عليّ: "وفيه تنْبيه على أن ما يخرج لغير شهوة؛ إما لمرض أو أبردة - لا يوجب الغسل". اهـ.
وهو قولُ الجمهور من الحنفيَّة والمالكيَّة والحنابلة، خلافًا للشافعي؛ حيث أَوْجَب الغُسل من خروج المنيِّ بأيِّ صورة، ولو بدون شهوة، وبأي سبب خرج، واحتج بالعُمُومات كقوله: «فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} [الطارق: 5، 6].
»، و « »، وأُجِيب بأنها محمولة على المعهود المعروف الذي يخرج بلذَّة دفقًا، ويوجب تحلُّل البدن وفتوره، وهو الأَوْلَى للحديث السابق، ولِمُوافقته لقوله تعالى: {وعلَيْه؛ فلا يجب عليك الغُسل لنُزُول المنيِّ عند التغوُّط.
أما حكم الملابس التي ترتديها، فإن أصابتها نجاسة من بول أو ودي أو غيرهما من النجاسات، فيجب غسلها قبل الصلاة، أو استبدالها بأخرى، وأما إن أصابها مني، فلا يجب غسلها؛ لأن المني طاهر، وإنما يغسل من الثياب كما يغسل المخاط أو البصاق للقذر، وبإمكانك أن تحتّه إذا يبس وراجع على موقعنا الفتويين: "إزالة النجاسة واجبة مع الذِّكْرِ والقدرة" و" الصلاة بالنجاسة للتعذر"،،
والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: