لم أكن أصلي نظرًا لبرودة الجو
منذ 2006-12-01
السؤال: ذهبت إلى إحدى الدول الأوربية وكان الوقت آنذاك في شدة البرودة،
ولأنني لم أحصل على تأشيرة دخول لتلك الدولة؛ حجرت في المطار لمدة ستة
أيام من قبل سلطات تلك الدولة، وخلال تلك الأيام الستة لم أكن أصلي؛
نظرًا لبرودة الجو، وبالتالي برودة الماء الشديدة، وعدم توافر الصعيد
الطاهر للتيمم منه، وبقيت حتى رجعت إلى البلد، ثم قمت بقضاء جميع ما
فاتني من صلوات خلال تلك الأيام؛ فهل عليَّ إثمٌ في فعلي هذا؟ وماذا
كان يجب عليَّ أن أفعل؟
الإجابة: أخطأت في تركك للصلوات في هذه الفترة التي ذكرتها؛ لأن المسلم لا يجوز
له أن يترك الصلاة، ولكن يصلي على حسب حاله: فإذا قدرت أن تتوضأ
بالماء؛ وجب عليك ذلك، وإذا كنت لا تقدر على الوضوء بالماء لما ذكرت
من شدة البرودة غير المحتملة وليس عندك ما تسخن به الماء؛ فإنه يجب
عليك أن تتيمم بالتراب وتصلي، وإذا لم يكن عندك تراب؛ فإنك تصلي على
حسب حالك، ولو بدون ماء وبدون تراب؛ لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا
اسْتَطَعْتُمْ} [سورة التغابن: آية 16]، ولقوله
تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ
نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [سورة البقرة: آية 286].
فالمسلم إذا دخل عليه وقت الصلاة؛ فإنه يُصلي على حسب حاله: إذا كان يستطيع الوضوء؛ توضأ، وإن كان لا يستطيع الوضوء؛ عدل إلى التيمم بالتراب، إذا لم يكن عنده ماء ولا تراب وخشي خروج الوقت؛ صلى على حاله بدون ماء وبدون تراب.
على أن الصعيد لا يختص بالتراب، فلو كان عندك جدار عليه غبار طاهر، أو حصير عليه غبار طاهر، أو بلاط وعليه غبار طاهر، وضربت عليه وتيممت؛ كفاك هذا، ولا يتعين التراب للتيمم، وإنما المطلوب وجود الغبار الطاهر؛ سواء كان على تراب، أو على حجر، أو على جدار، أو على حصير، أو غير ذلك.
وما دمت قضيت الصلوات التي تركتها؛ فنرجو أن الله سبحانه وتعالى يعفو عنك ويتقبل منك، لكن في المستقبل أنصح لك وللمسلمين أن تحرصوا على الصلوات الخمس، وأن تؤدوها في أوقاتها على حسب أحوالكم.
فالمسلم إذا دخل عليه وقت الصلاة؛ فإنه يُصلي على حسب حاله: إذا كان يستطيع الوضوء؛ توضأ، وإن كان لا يستطيع الوضوء؛ عدل إلى التيمم بالتراب، إذا لم يكن عنده ماء ولا تراب وخشي خروج الوقت؛ صلى على حاله بدون ماء وبدون تراب.
على أن الصعيد لا يختص بالتراب، فلو كان عندك جدار عليه غبار طاهر، أو حصير عليه غبار طاهر، أو بلاط وعليه غبار طاهر، وضربت عليه وتيممت؛ كفاك هذا، ولا يتعين التراب للتيمم، وإنما المطلوب وجود الغبار الطاهر؛ سواء كان على تراب، أو على حجر، أو على جدار، أو على حصير، أو غير ذلك.
وما دمت قضيت الصلوات التي تركتها؛ فنرجو أن الله سبحانه وتعالى يعفو عنك ويتقبل منك، لكن في المستقبل أنصح لك وللمسلمين أن تحرصوا على الصلوات الخمس، وأن تؤدوها في أوقاتها على حسب أحوالكم.
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية
- التصنيف: