وقت صلاة الفجر في رمضان غير صحيح

منذ 2018-06-03

تقام صلاة الفجر عندنا في الجامع بعد الأذان بربع ساعة في رمضان، هل صلاتنا صحيحة في وقتها؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

تقام صلاة الفجر عندنا في الجامع بعد الأذان بربع ساعة في رمضان، هل صلاتنا صحيحة في وقتها؟

أرجو التفصيل جزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد أَجْمَع العُلماء على أنَّ أوَّل وقتِ صلاة الصبح هو طُلوع الفَجْرِ الصَّادق، وهو الفَجْر الثَّاني الَّذي يبْدُو في الأُفُق، وهو البَيَاضُ المعترض المُنْتشر الذي لا يَعقُبُه ظُلمةٌ إلى طلوع الشَّمس؛ لقَوْلِ النَّبيّ - صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّم -: «ووَقْتُ الفَجْرِ ما لم تَطْلُع الشَّمس»؛ رواهُ مُسلم.

وعَنْ سَمُرة بن جُنْدَب قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «لا يَغُرَّنَّكم من سُحُورِكم أَذَانُ بلال، ولا بياضُ الأُفُق المستطيل هكَذَا حتَّى يَستطيرَ هكذا، يعني مُعترضًا»؛ رواه أحْمدُ ومُسلم وغيْرُهما، وفي لفظ: «ولكن الفَجْر المستطير في الأفُق».

وقد اتفق العلماء على أن دخول وقْت الفجر شرط في  صحة الصلاة، وأن من صلَّى ولَم يتحقَّق دخولَ الوقْت، فصلاته باطلة غير إلا أن يكون جاهلاً، كما لا يصحّ الاقتِداء بمن صلى قبل دخول وقت الفجر الصادق.

هذا؛ وما نعرِفه عن وقت الفجْر في مصر أنَّه ليْس صحيحًا، وقد نصَّ على هذا غيرُ واحدٍ من عُلماء مصْر الكبار، بدءًا من العلامة رشيد رضا في تفسير "المنار"، عند قوله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْرِ} [البقرة: 187].

وكتب في ذلك بحثًا شيخ الأزهر الشَّيخ جاد الحقّ، ونشر بحثه في الجرائد الرسميَّة، كجريدة الأهرام، ونشره في كتابه بيان إلى الناس، وكذلك هيئة المساجة بينت بطلان وقت صلاة الفجر، ونشر ذلك في الجرائد في حينه.

ومن ثمَّ قامت وزارة الأوْقاف منذ زمن بوضْع توقيت لإقامة الصَّلاة، وفيه أنَّ بين أذان الفجر وإقامته ثلث الساعة.

قال الأستاذ سيّد قطب في "الظلال" عند آية البقرة: 187:

"أي: حتَّى ينتشِر النُّور في الأفُق، وعلى قمم الجبال، وليْس هو ظهور الخيط الأبْيض في السَّماء، وهو ما يسمَّى بالفجر الكاذب، وحسب الرِّوايات التي وردتْ في تحديد وقْت الإمساك نستطيع أن نقول: إنَّه قبل طلوع الشَّمس بقليل، وإنَّنا نُمسك الآن وفْق المواعيد المعروفة في قطرِنا هذا قبل أوان الإمْساك الشَّرعي ببعْض الوقت ... ربَّما زيادة في الاحتياط".اهـ.

كما أنه نشرت أبحاث تبين أن الخطأ في وقت ضبط الفجر، ليس في مصر وحدها، وأنه تم ضبطه على وقت الفجر الكاذب، وفي هذا تعريض لصلاة المسلمين للبطلان، لا سيما من يصلي في بيته بعد سماع الأذان مباشرة.

وقد قام جماعة من العلماء والباحثين في المملكة العربية السعودية والشام ومصر والسودان بتحري وقت الفجر الصادق، وتبين لهم خطأ التقاويم الموجودة اليوم.

قال الشيخ الألباني في «السلسلة الصحيحة» (5/52): «وقد رأيت ذلك بنفسي مراراً، من داري في جبل هملان جنوب شرق عمان، ومكنني ذلك من التأكد من صحة ما ذكره بعض الغيورين على تصحيح عبادة المسلمين، أن أذان الفجر في بعض البلاد العربية يُرفع قبل الفجر الصادق، بزمن يتراوح بين العشرين والثلاثين دقيقة، أي قبل الفجر الكاذب أيضاً، وكثيراً ما سمعت إقامة صلاة الفجر من بعض المساجد مع طلوع الفجر الصادق، وهم يؤذنون قبل وقتها، وقد يستعجلون بأداء الفريضة قبل وقتها في شهر رمضان» اهـ. 

وعليه، فالواجب انتظار الثلث ساعة قبل إقامة الصلاة،، والله أعلم.  

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام