إكفارة إفطار يوم في رمضان

منذ 2018-06-05

انا شاب لقد افطرة يوم في رمضان دون عذر ولا استطيع دفع كفارة (اطعام ستين مسكين وصوم شهرين) ماذا على ان افعل

السؤال:

انا شاب لقد افطرة يوم في رمضان دون عذر ولا استطيع دفع كفارة (اطعام ستين مسكين وصوم شهرين) ماذا على ان افعل

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فإنَّ مَن أفطر في رمضان متعمِّدًا بِغَيْرِ عُذْرٍ شرعي مبيحٍ لِلفِطر، فقدِ ارتَكَب ذنبًا عظيمًا وجرمًا شنيعًا، قال البخاري في "صحيحه": ويذكر عن أبي هُريْرة رفعه: «مَنْ أفطر يومًا من رمضانَ بغَيْرِ عُذرٍ ولا مرض لم يَقْضِه صيامُ الدَّهر وإن صامه»، وبه قال ابن مسعود.

ويَجب عليه المبادرة إلى التوبة النَّصوح، وأن يُكْثِر من الاستغفار والأعمال الصالحة، قال تعالى: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 39].

أمَّا عن الكفَّارة: فإن السائل لم يبيِّن لنا ما وقع فيه من مفطرات، فإنْ كان بِجِماعٍ فعليه القضاء والكفَّارة؛ وهي: عتْقُ رقبةٍ، فإن لم تَجِدْ فصِيام شهرَيْنِ قمريين متتابعَيْنِ إن بدأ الصيام من أول الشهر، ولا يُشْتَرطُ ابتداؤه من أوَّل الشهر، بل من أي يومٍ ولكن إن إذا بدأ الصيام من وسط الشهر فعليه إكمال ستين يوماً. فإن لم تستَطِعْ أطعم ستين مسكينًا.

أمَّا إذا كان الِفطْرُ بغير جِماع، ففي وجوب الكفَّارة قولان لأهل العلم:

أصحهما وأرجحهما، قول الجمهورُ بعدم الكفَّارة وأنَّ الواجب قضاءُ يومٍ مكانَه فقطْ، مع التَّوبة؛ واستدلُّوا بأن النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلَّم - لم يأمر بالكفَّارة غَيْرَ المُجامع، كما في حديث أبي هُريْرة أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلَّم - قال: «مَنْ ذَرَعَهُ قَىْءٌ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَإِنِ اسْتَقَاءَ، فلْيَقْضِ»؛ رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه، فأمر مَن أفطر عمدًا بالقَيْءِ بِالقضاء، ولم يأمرْه بالكفَّارة.

والأصل عدم الكفارة إلا فيما ورد به الشرع من الجماع، وغيره ليس في معناه، فالجماع أغلظ.

وعليه؛ فإن كان الفِطْرُ بِجِماعٍ فيجب القضاءُ والكفَّارة، فإن كنت غير مستطيع الآن، فتسقط عنك الكفارة لحين الاستطاعة، وإن كان بِغَيْرِ جِماعٍ فالقَضاء فقط،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام