ما الفارق بين القرآن قطعي الدلالة وظني الدلالة؟
فى القرآن الكريم: (القطعى الدلالة/المحكم) هو الذى يحتمل معنى واحد، و(الظنى الدلالة/المتشابه) هو الذى يحتمل عدة أوجه، فما الفرق بينهما إذًا؟
السلام عليكم،تحية طيبة وبعد...
فى القرآن الكريم: (القطعى الدلالة/المحكم) هو الذى يحتمل معنى واحد، و(الظنى الدلالة/المتشابه) هو الذى يحتمل عدة أوجه، فما الفرق بينهما إذًا؟
أرجو التوضيح مع ذكر مثال من القرآن الكريم
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فآيات القرآن العظيم تنقسم من حيث الدلالة إلى قسمين: قسم قطعي الدلالة، وظني الدلالة.
أما قطعي الدلالة: فهو ما لا تحتمل دلالة ألفاظه على أكثر من تفسير، أو هو ما لا يحتمل إلا معنى واحدًا، وهو ما يطلق عليه الأصوليون: النص، ولا يوجد نزاع بين العلماء في معناه ودلالته، مثل جلد الزاني البكر مائة جلدة، ونصاب زكاة المال، ومقدار ما يخرج منها وهو ربع العشر، ونحو ذلك مما لا يقبل التأويل كالعدديات والمقادير المحددة، وما ورد بشأن المواريث كقوله تعالى: {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ} [النساء: 11]، والمحرمات من النساء قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 23].
وكقوله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} [المائدة: 89]، {فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} [البقرة: 196].
وغير هذا كثير، ومن أظهر النصوص القطعية الدلالة آيات أسماء الله تعالى وصفاته؛ قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22].
أما ظني الدلالة: فهو ما يحتمل النص الشرعي فيه أكثر من وجه، أو ما كان محتملاً للتأويل؛ كقوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة: 228]، فالقرء في لغة العرب: هو الطهر أو الحيض.
وقوله: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]، فالصعيد الطيب هو الطاهر، أو هو المنبت، ونحو ذلك من الآيات التي تحتمل أكثر من معنى، وأمثلة ذلك أكثر من أن تحصى، وأشهر من أن تذكر.
إذا تقرر هذا ظهر لك الفرق بين القطعي الذي له معنى واحد، والظني الذي له أكثر من معنى،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: