الشك في صحة العبادة بعد أدائها
السلام عليكم.. هل يشرع لي تقدير عددايام وصيامها بنية انه اذا فسد صومي في رمضان فهي قضاء عنها وإلا فهي في سبيل الله ؟ لأني كنت أشك في فساد صومي واتجاهل هذا باعتباره وسواس.. لانه كان يعتريني كثيرا.. لكن بدأت أفكر ماذا لو ان تجاهلي كان غلط.. والشكوك صحيحة وصومي فاسد؟ فالشك كان يعتريني اثناء الصوم وليس بعد انتهائه.. لكنني لم أكن ألتفت له.. والآن لا اتذكر كم مره جاء.. وبماذا شككت.. هل وصل حد الوسواس ام لا. وهل كان شكا ام حقيقة..فماذا علي؟ أرجو ان تشرحوا لي بالدليل حتى اقتنع ويهدأ بالي.. وشكرا لكم
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فالذي يظهر أن ما ينتابك من شكوك ، هو من وساوس الشيطان، والتي تعالج بقطعها والإعراض عنها، وعدم الا سترسال معها، وألا تلتفت إليها، وتتجاهلها، وألا تعيرها اهتمامًا،.
وهذه الوساوس لا تؤثر على صحة الصيام، فعليك فلا يجب عليك أن تقضِي شيئًا من الأيام لمجرد الشك في بطلانه؛ فالقاعدة المقررة أن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا أثر له، وهذا ما قرره الأئمة:
قال السبكي في "الأشباه والنظائر" (2/ 333)":
"الصحيح أن من شك -بعد الفراغ من الصلاة- في ترك شيء منها لا يلزمه إعادته ما لم يتيقن وجوب الإعادة؛ فإذا أعاد صلاة واحدة صار شاكًا في وجوب إعادة البواقي".
قال ابن رجب رحمه الله: إذا شك بعد الفراغ من الصلاة أو غيرها من العبادات في ترك ركن منها، فإنه لا يلتفت إلى الشك .
قال الزركشي في "المنثور في القواعد الفقهية" (2/ 257):
"الشك بعد الفراغ من العبادة، قال ابن القطان في المطارحات، " فرق " " الإمام " الشافعي بين الشك في الفعل وبين الشك بعد الفعل، فلم يوجب إعادة الثاني، لأنه يؤدي إلى المشقة، فإن المصلي لو كلف أن يكون ذاكرًا لما صلى لتعذر عليه ذلك، ولم يطقه أحد فسومح فيه".
وفي "القواعد" لابن رجب الحنبلي(ص: 340):
"إذا شك بعد الفراغ من الصلاة أو غيرها من العبادات في ترك ركن منها فإنه لا يلتفت إلى الشك، وإن كان الأصل عدم الإتيان به وعدم براءة الذمة لكن الظاهر من أفعال المكلفين للعبادات أن تقع على وجه الكمال فيرجع هذا الظاهر على الأصل، ولا فرق في ذلك بين الوضوء وغيره على المنصوص عن أحمد".
وعليه، فإذ علم أن الشك في الأركان والشروط بعد الفراغ من العبادة غير، فلا يجب عليك قضاء شيء من أيام الصيام، لأنها حينئذ تكون وسوسة محضة، وإنما يجب عليك كثرة الاستغفار والدعاء بالقبول،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: