حكم الشك في الطهارة بعد الفراغ
أرجوكم ساعدوني أشعر اني سوف أجن، كنت في السابق استأنس بالصلاة والوضوء أما الآن فأواجه سيل من الأفكار لا ادري أيها الصحيح وايها وساوس شيطانية.. اغتسلت من الحيض وكنت قبل الغسل بيوم أضع مكياج، فمسحت بعضه قبل الغسل وأثناء الغسل غسلت وجهي بالغسول الخاص كي يزيل البقايا كما أفعل في العادة.. وصليت.. كان هذا في الظهر.. فلما حل المساء شكيت اني لم اغسل وجهي بشكل جيد وأن ما حول انفي كان مغطى بالمكياج لانها منطقة صعبة وأغفل عنها احيانا.. أأعيد الغسل؟ فأنا لا اعلم ما اليقين هنا.. وصول الماء ام عدمه..؟وأريد منكم فضلا نصيحة بخصوص الوسواس الذي أتعبني.. هل اذا تجاهلته بنية العلاج وعدم طاعة الشيطان وكان حقيقة وليس شك أأثم؟
حمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فإن من المقرر عند العلماء أن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا أثر له، وأن اليقين لا يطرح بالشك، فأنت على يقين من غسل وجهك وإزالت المكياج، ثم اعتراك الشك بعد تمام الطهارة، وهذا الشك لا يقوى على طرح يقين الغسل.
فغي "القواعد" لابن رجب (ص: 340)
"إذا شك بعد الفراغ من الصلاة أو غيرها من العبادات في ترك ركن منها فإنه لا يلتفت إلى الشك، وإن كان الأصل عدم الإتيان به وعدم براءة الذمة لكن الظاهر من أفعال المكلفين للعبادات أن تقع على وجه الكمال فيرجع هذا الظاهر على الأصل، ولا فرق في ذلك بين الوضوء وغيره على المنصوص عن أحمد"
وقال السبكي في "الأشباه والنظائر" (2/ 333)":
"الصحيح أن من شك -بعد الفراغ من الصلاة- في ترك شيء منها لا يلزمه إعادته ما لم يتيقن وجوب الإعادة؛ فإذا أعاد صلاة واحدة صار شاكًا في وجوب إعادة البواقي".
والذي يظهر أن ما ينتابك من شكوك ، هو من وساوس الشيطان، والتي تعالج بقطعها والإعراض عنها، وعدم الا سترسال معها، وألا تلتفتي إليها، وأن تتجاهلينها، وألا تعيرها أي اهتمام،.
وداومي على قراءة القرآن بتدبر، وأداء العبادات في وقتها، والمداومة على الأذكار، وقطع جميع الخطرات،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: