متى يجوز التوكيل في رمي الجمرات

منذ 2018-08-26
السؤال:

انا حجيت ورميت جمرة العقبى واليوم الحادي عشر بنفسي واليوم الثالث توكل اخي عني بقوله لي لاتسطعين من الزحام والحر شديد بدون علمي وعندما اردت ان ارمي الجمرات بنفسي لما استطع الذهاب لان الحمله رفضت بقولهم ان سوف ندهب للمكة ولم استطع هل علي شي وعل حجي صحيح ؟

الإجابة:


.

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فإن رمي الجمرات من واجبات الحج التي يجب على من تلبس بالحج أن يقوم بها بنفسه لقوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، ويتم جميع أعمال الحج ولا ومنها الرمي فلا يجوز أن يرمي أحد عن أحد إلا من كان عاجزاً عن الرمي؛ أو من يشق عليه الرمي، أو خاف فوات الرفقة، أو المرض الشديد- ففي تلك الأحوال يجوز التوكيل بسبب عجزها، ولا يلزمها إعادته ولا الكفارة.

وقد نصّ على هذا جمهور أهل العلم؛ قال النووي في المجموع: أجمعوا على الرمي عن الصبي الذي لا يقدر على الرمي لصغره، أما العاجز عن الرمي لمرض وهو بالغ، فمذهبنا أنه يرمى عنه كالصبي وبه قال الحسن ومالك، وأحمد، وإسحاق، وقال النخعي: يوضع الحصى في كفه ثم يؤخذ ويرمى في المرمى".اهـ..
وقال ابن قدامة في المغني: قال ابن المنذر: كل من حفظت عنه من أهل العلم يرى الرمي عن الصبي الذي لا يقدر على الرمي، وبه قال عطاء والزهري ومالك والشافعي وإسحاق". اهـ.

هذا؛ وما يفعله الكثير من الناس من الرمي عن النساء بسبب شدة الزحام لا يجوز ، ولا تبرء به الذمة، ومن فعل هذا فعليه ذبح شاة توزع على فقراء الحرم.

وعليه؛ فالذي يظهر من رسالتك أن الرفقة كانت ستتركك لو ذهبت للرمي، ومن ثمّ فالتوكيل في الرمي جائز بشرط لأنك حينئذ عاجزة عن الرمي بنفسك، لحصول المشقة الشديدة بترك الرفقة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام