المسح على الجورب

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فالمسْح على الجوربين رخصةٌ من رخص شريعة الله السَّمحة، الملائمة لجميع الأحوال والأزمان،  بشرط أن يُلْبَسا على طهارةٍ كاملة.

أما مدة المسح على الجورب فيوم وليلة إن كان مقيماً، وثلاثة أيام ولياليهن إن كان مسافراً، ولا يجب نزع الجورب لغسل القدمين، حتى تتنهي المدة أو يحدث حدثًا أكبر.

أما كون لماذا لا تبدأ مدة المسح من حين لبس الخف فالجواب أن النبي صلى الله عليه وسلم وقَّت في المسح، والمسح لا يتحقق إلا بوقوعه فعليًا، بمباشرة مسح الجوربين، ومن ثم يحسب الوقت من حين المسح، وهو رواية عن الإمام أحمد وروي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.

هذا؛ والمسألة من المسائل الإجتهادية التي لا ينكر فيها على المخالف، فهناك من قال يبدأ حساب الوقت من أول حدث بعد اللبس وهو مذهب الجمهور، ومنهم من قال من حين تمام الحدث وهو قول ابن حزم، وأما القول بحساب المدة بعد اللبس، فلا أعلم من قال به،، والله أعلم