حكم من ترك الجمعة من أجل النوم

منذ 2019-02-20
السؤال:

أعمل في شركة أمن وعملي يقتضي زبقفهثث 17 ساعة من بداية الساعة عم إلى 11ي ولي 7ساعات فقط للنوم وهكذا كل يوم ولا أحد الوقت الكافي لأداء صلاة الجمعة في المسجد مع الإمام لأنها تأخذ وقت طويل فلن أجد الوقت الكافي للنوم ومتابعة العمل في الليل وسمعت أن من ترك ثلاث جمعيات تعاونت بها كله الله على قلبه. هذه كل التفاصيل للسؤال وأرجوا الرد أفادكم الله. مع العلم أن لي 5 أيام أجازة في الشهر الي الحرية أن أطلبهم ولو يوما واحد في كل إسبوع.

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فصلاة الجمعة من أعظم شعائر الإسلام التي لا يجوز لك التهاون في شأنها، ولا التخلُّف عنها من أجل العمل أو النوم، أو نحو هذا.

والله تعالى أوجب صلاة الجمعة على الرِّجال المقيمين القادرين على حضورها؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة: 9].

والتخلُّف عنها من غير عذْر شرعي كبيرةٌ من كبائر الذُّنوب، وقد ورد الوعيد الشَّديد عن التخلُّف عنها، والتى تتصدع له القلوب الحية، وترجف لها الأفئدة الواعية؛ فروى مسلمٌ من حديثِ أَبي هُرَيْرة وابْنِ عُمر - رضِي الله عنْهُما - أنَّهما سمِعا النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - يقول: ((لينتَهينَّ أقوامٌ عن ودْعِهم الجمُعات، أو ليختِمنَّ الله على قلوبهم، ثمَّ ليكونُنَّ من الغافلين)).

وعن أبي الجعْد الضمري قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((مَن ترك الجمُعة ثلاثَ مرَّات تهاوُنًا بها، طَبَع الله على قلبه))؛ رواه الترمذي.

قال ابن العربي: "إنَّ معنى "طبع على قلبِه"؛ أي: ختم على قلبه بِمنع إيصال الخير إليه".

فالواجب على المسلم الحذَر من التخلُّف عن الجمُعة من غير عذر شرْعي، وعلى مَن وقع في ذلك التَّوبة النصوح  إلى الله - عزَّ وجلَّ.

أما أعذار التخلف عن الجمعة، فقد روي عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من سمع النداء فلم يأته، فلا صلاة له إلا من عذر. قالوا: يا رسول الله، وما العذر؟ قال: خوف أو مرض))؛ رواه أبو داود،

قال أبو عمر بن عبد البر: "فالعذر يتسع القول فيه، وجملته كل مانع حائل بينه وبين الجمعة، مما يتأذى به أو يخاف عدوانه، أو يبطل بذلك فرضاً لابد منه، فمن ذلك السلطان الجائر يظلم، والمطر الوابل المتصل، والمرض الحابس، وما كان مثل ذلك".

وقال ابن قدامة في "المغني": "ويعذر في تركهما الخائف; لقول النبي - صلى الله عليه وسلم –: ((العذر خوف أو مرض))، والخوف ثلاثة أنواع; خوف على النفس, وخوف على المال, وخوف على الأهل.

فالأول: أن يخاف على نفسه سلطاناً يأخذه، أو عدواً, أو لصاً, أو سبعاً, أو دابة, أو سيلاً, ونحو ذلك, مما يؤذيه في نفسه".

إذا تقرر هذا، فلا يجوز التخلف عن الجمعة من أجل النوم، وعلى الأخ السائل أن يحسن الظن بالله، فهو سبحانه جواد كريم، وليدعه أن يبارك له في ساعات نومه،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام