حكم الأرض التي وقع عليها بول من سنة أو سنتين
السلام عليكم اذا كانت الأرض متنجسه من بول ومضى عليها سنة او سنتين هل يختفي اثرها ولا يضر الصلاة فيها من فرش ومقاعد او البلاط
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن جفاف الأرض من النجاسة بحيث لم يبق لها أثرٌ، مِن لونٍ أو طعمٍ أو رائحةٍ، يعد طهارة لها؛ لأن النجاسة متى زالت بأي وجه كان زال حكمها؛ لأن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، وهذا القول يلزم كل من يقول إن الاستحالة مُطَهِّرَة.
وهو مذهب الإمام أبي حنيفة كما نص عليه صاحب "الدر المختار" حيث قال: "وتطهر أرض بخلاف نحو بساطٍ،بيبسها أي جفافها ولو بريح، وذهاب أثرها كلونٍ وريح".
وقال ابن عابدين في "حاشيته" عليه: "قوله: بخلاف نحو بساطٍ، أي: وحصير وثوب وبدن مما ليس أرضاً ولا مُتَّصِلاً بها اتصال قرار".
وهو رواية عن الإمام أحمد،ونصَّ عليهفي حبل الغسيل، واختارها شيخ الإسلام, وصاحب "الفائق".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى":"أن النَّجاسة متى زالت بأي وجهٍكان، زال حُكمُها، فإن الحُكم إذا ثَبَتَ بِعِلَّةٍ زال بزوالها". اهـ.
وقال أيضًا في "الفتاوى الكبرى"(5/ 312):
"وتطهر الأرض النجسة بالشمس والريح إذا لم يبق أثر النجاسة، وهو مذهب أبي حنيفة، لكن لا يجوز التيمم عليها بل تجوز الصلاة عليها بعد ذلك ولو لم تغسل، ويطهر غيرها بالشمس والريح أيضًا وهو قول في مذهب أحمد، ونص عليه أحمد في حبل الغسال".
وعليه، فإذا كانت هذه الأرض بعد هذه المدة لا يوجد فيها رائحة للبول ولا أثر له، فهي طاهرة، وإن وجد فهي نجسة،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: