كيف أتعامل مع سلسل البول المؤقت؟
السلام عليكم يوجد شخص يعاني من الوساوس في الطهارة وهو يقول انني توقفت عن الصلاة مدة من الزمن واريد ان ارجع واتوب ونوع المشكلة لديه يقول انا اصبت بمشكلة في مخرج البول وهي مشكلة حقيقية وليست وسوسة والبول لا يتوقف الى بعد ٢٠او ٣٠ دقيقة تقريبا..ويقول انا أضع منديل لكن المنديل لا يثبت ويسقط واتوقع وصول النجاسة للثوب ..لو سمحت علمني كيف اتعامل مع الوضع ... فهو يتألم ويريد الراحة ويعلم أن الراحة بطاعة الله ... أنا افكر بأنه أن جاء الموت فلا عودة وأخوف نفسي بهذا واخاف لكن أشعر بأضطراب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فمن ابتلي بسلس البَولِ فيجب عليه بعد البول والاستنجاء وضع خرقة ثفيقة من القماش، أو منديلًا، أو نحو ذلك، ليتحفظ بها من البول؛ كي لا تتلوثَ ملابسه بالبول، فإن كان السلَسُ ينقطع بعد مدة عشرين دقيقة أو ثلاثين كما ذكرت؛ فيجب أن ينتظرَ هذه الدقائق ثم يتوضأ للصلاة، وينزع ذلك المنديل أو الحفاظة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (21/ 107): "وأمَّا مَن به سلس البول - وهو أن يَجْرِيَ بغير اختياره لا ينقطع - فهذا يتخذ حفاظًا يمنعه، فإن كان البولُ ينقطع مقدارَ ما يَتَطهَّر ويُصلي وإلا صلى، وإن جرى البول - كالمستحاضة - تتوضأ لكل صلاة".
ومن المقرر أنَّ سلس البوْل ليْس عذْرًا شرعيًّا يَمنعُ من أداء الصَّلاة، بإجْماع المسلمين، بل يصلي ولو كنتَ متلبِّسًا بالنَّجاسة إذا كنت عاجزًا عن مفارقتِها، كما قال تعالى:{مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} [المائدة: 6]، وقال سبحانه: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } [النساء: 26-28].
هذا؛ والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: