الله سبحانه وتعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب
فإن كنت لا تستطيع تعجيل الدين، فلا يجب عليك إلا التوبة الصادقة والإكثار من الأعمال الصالحة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد انا شاب متزوج مغربي الجنسية قليل الراتب الشهري غرني الغرور لعنه الله و اقترضت من البنك قرضا ربويا لغرض الاستثمار فلم يكتب النجاح و بقي لي نصف المبلغ قمت ببناء في منزل ابي مدة القرض ست سنوات و نصف أمضيت منها سنتان ندمت أشد الندم و أردت أن أعرف هل المغفرة ممكنة مع استمرار الذنب بحكم السنوات المتبقية مع العلم بعدم استطاعني تسديدها إلا بالتقسط لقلة حيلتي المادية حاولت الاقتراض من المعارف لتسديد المبلغ المتبقي بدون جدوى الأمر الدي جعلني استسلم للأقسام الشهرية
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإن الله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وقد علم يقينًا أن لحوق الوعيد في كبائر الذنوب والشرك وأكل الربا وأكل مال اليتيم، وغيرها مشروط بعدم التوبة؛ فنصوص التوبة مبينة لآيات الوعيد، ومن ظن أن توبة بعض الذنوب لا تقبل، فظنه غير صحيح؛ فالتوبة المجردة تسقط حق الله من العقاب، فهو سبحانه وتعالى غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب، وهما عظم الذنب وغلظ فإن التوبة تمحوه كله، والله سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره لمن تاب، بل يغفر الشرك وغيره للتائبين؛ كما قال تعالى{قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]، والآية عامة؛ لأنها للتائبين، ويدخل في العموم الربا وغيره فالله تعالى يغفره لمن تاب؛ حتى أن الله تعالى قد بين في كتابه أنه يتوب على أئمة الكفر كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج: 10]، قال الحسن البصري: "انظروا إلى هذا الكرم عذبوا أولياءه وفتنوهم ثم هو يدعوهم إلى التوبة".
أما الأحاديث الصحيحة التي تبين سعة رحمة الله لعباده التائبين، كتوبة الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، وتوبة البغي : فهي أشهر من أن تذكر وأعظم من أن تحصر إلا بكلفة ومشقة.
إذا تقرر هذا؛ فإن كنت لا تستطيع تعجيل الدين، فلا يجب عليك إلا التوبة الصادقة والإكثار من الأعمال الصالحة،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- التصنيف:
- المصدر: