اقتران الصدقة و الاستغفار بتحقيق أمر ما
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:
فلا شك أن الثقة في الله , والاعتماد عليه من أعظم أسباب تحقيق الرغبات وقضاء الحاجات، فالأسباب الشرعية، مهما عظمت، فهي ناقصة حتى يأذن مسبب الأسباب.
أما الصدقة والإحسان للخلق وفعل المعروف، فلها تأثير عجيب في قضاء الحاجات؛ ومن تأمل الحديث المتفق عليه، علم ذلك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك"، والحديث ظاهره الترغيب في الصدقة لكونها سبب في الرزق، فلو اقترنت نية الصدقة بتحقيق ذلك أو غيره، فلا بأس به.
وأيضًل فقد صح عنه أنه قال: "من يسر على مُعسر يسر الله عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة"، وفيه أيضًا ارتباط الْجَزَاء بِالْعَمَلِ ومشاكلته لَهُ ومناسبته لَهُ، وأن الْجَزَاء من جنس الْعَمَل.
أما الاستغفار فهو أيضًا سبب كبير في تحقيق الرغبات؛ كما قال الله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } [هود: 3]، وقال نبي الله هود لقومه:{وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ } [هود: 52].
وَقَالَ سبحانه عَن رسوله نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } [نوح: 10-12]، فكما أن كثير الاستغفار سبب في المغفرة، وما يترتب عليه من حصول الثواب، واندفاع العقاب، فهو أيضًا سبب في حصول خير الدنيا العاجل وجالب للرزق ويدفع الضيق والأذى،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: