زواج زوجي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَنْ والاه، أمَّا بعدُ:عنوان الرسالة:
نص الرسالة:
فقد أحسنت بصبرك على زوجك، وعدم إدخال أسرتك بينك وبين زوجك، وما تشعرين به من حزن على نفسك إنما هو من وسوسة الشيطان ليحزنك، وليوقع العداوة بينك وبين زوجك، فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم واقطعي تلك الأفكار، فالله تعالى رخّص في الزواج الثاني لمواجهة واقعياتِ الحياة البشرية، ولا يلزم من إقدام الزوج عليه عدم حبه لك، فكثيرًا ما تدفع ضروراتِ الفطرة الإنسانية الزوج للتعدد، وإنما يجب عليه العدل وعدم الجور والظلم، قال – تعالى -: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} [النساء: 3]، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن كانَ له امرأتانِ يميلُ لإحداهما على الأخرى، جاء يومَ القيامةِ أحدُ شِقَّيْهِ مائلٌ"؛ رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
ونحن - المسلمين - ندرك تمامًا أن ما شرعه الله من تعدُّدٍ، لا ضررَ فيه البتةَ، كيف وهو - سبحانه - لا يريد بعباده العسرَ، بل يريد بهم اليسرَ؟! وَمَا جَعَلَ عَلَينا فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج، وإنما تلحق الزوجةَ الأولى بعضُ المشقة المتحملة؛ كالكلفة.
والشارع الحكيم علمنا أن نقول بعد وقوع الشيء قدر الله وما شاء فعل، فما فعله زوجك أمر مقدر، فاستمري فيما أنت فيه من بر بزوجك، ورعاية لأسرتك، ولا تجعلي هذه الأفكار تسيطر عليك،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: