إمكانية حصول المعجزة

منذ 2019-03-27

فليس هناك ما يمنع في الشرع والعقل من حدوث كرامة لأحد من المسلمين فتحمل زوجته وتلد على الرغم من كونها عاقرًا، والطريق لتحصيل هذا هو الاستقامة على شرع الله تعالى.

السؤال:

هل من الممكن حصول معجزة للعبد بأن مثلاً يولد له ولد وزوجته لا تحمل ؟

الإجابة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن حصول خوارق العادات أو المعجزات للمسلم التقي أو ما يسمى بكرامات الأولياء ثابتة عند أهل السنة والجماعة، فإن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بكرامات الأولياء، وأنها حق، وهي التي يخلقها الله لبعض أوليائه، فتكون لأولياء الله المؤمنين، تارةً لحاجتهم، كأن يسهل الله له طعامًا عند جوعه، أو شرابًا عند ظمأه، لا يدرى من أين أتى، أو في محلٍ بعيد عن الطعام والشراب، أو عدم التأذي بشرب السم أو المشي على الماء، أو بركةٍ في طعام، تكون واضحة، أو غير ذلك من الخوارق للعادات، والضابط الصحيح في ذلك أن يكون مستقيمًا على الكتاب والسنة، فإن كان غير مستقيم فليست بكرامة بل هي من جنس ما يفعله السحرة، والكُهّان، مثل قتل الساحر، وتمريضه لغيره؛ فهذا أمرٌ مقدورٌ، معروفٌ للنّاس بالسّحر، وغير السّحر، أو عن طريق الجن.

فالخوارق تقع للأنبياء ولأولياء الله تعالى وتكون آية على صدق دينه وتحصل لغيرهم من أهل الكفر والفجور.

وقد ألف شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه النبوات لهذه المسألة، وكان مما قال (1/ 141)

"... أمّا الصالحون الذين يدعون إلى طريق الأنبياء لا يخرجون عنها، فتلك خوارقهم من معجزات الأنبياء؛ فإنّهم يقولون: نحن إنّما حصل لنا هذا باتّباع الأنبياء، ولو لم نتّبعهم لم يحصل لنا هذا.

فهؤلاء إذا قُدّر أنه جرى على يد أحدهم ما هو من جنس ما جرى للأنبياء؛ كما صارت النار برداً وسلاماً على أبي مسلم، كما صارت على إبراهيم؛ وكما يكثّر الله الطعام والشراب لكثيرٍ من الصّالحين؛ كما جرى في بعض المواطن للنبيّ، أو إحياء الله ميتاً لبعض الصالحين، كما أحياه للأنبياء... إلى أن قال:

فهذه الأمور هي مؤكدة لآيات الأنبياء، وهي أيضاً من معجزاتهم بمنزلة ما تقدّمهم من الإرهاص.

ومع هذا فالأولياء دون الأنبياء والمرسلين، فلا تبلغ كرامات أحدٍ قطّ إلى مثل معجزات المرسلين، كما أنهم لا يبلغون في الفضيلة والثواب إلى درجاتهم، ولكن قد يُشاركونهم في بعضها، كما قد يُشاركونهم في بعض أعمالهم... وكرامات الصالحين تدلّ على صحة الدّين الذي جاء به الرسول، لا تدلّ على أنّ الولي معصومٌ، ولا على أنّه يجب طاعته في كلّ ما يقوله". اهـ. مختصرًا.

إذا تقرر هذا فليس هناك ما يمنع في الشرع والعقل من حدوث كرامة لأحد من المسلمين فتحمل زوجته وتلد على الرغم من كونها عاقرًا، والطريق لتحصيل هذا هو الاستقامة على شرع الله تعالى،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام