متى تخلع المحرمة النقاب ومتى تلبسه
زوجتى منتقبة وان شاء الله سوف تحج هذا العام- السؤال- متى تخلع النقاب ومتى تلبسه مرة اخرى وهل يجوز استبدالة بشاشة فضفاضة على الوجه اثناء خلعة ؟ وشكرا
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقد نهى الشارع الحكيم المحرمة عن لبس النقاب، كما رواه البخاريُّوغيره عن ابنِ عُمَرَ أنَّ النبيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لَا تَتَنَقَّبِ المُحْرِمَةُ، وَلاَ تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ"، واستدل به الحنابلة على حرمة تغطية المرأة وجهها، وذكروا ضابطًا، أن إحرام المرأة في وجهها، وهو ضعيف؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم نه المرأة عن تغطية وجهها، وإنما ورد نهاها عن النقاب وهو لباس مخصوص، كما نهي الرجل عن لبس الجسم القميص، فليس معناه النهي عن الستر!
يبين هذا أن الصحابيات كن يسدلن أثوابهن على وجوههن بدلا عن النقاب في الحج؛ كما روى الداراقطني عن عائشة -رضي الله عنها-قالت: "كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- محرمات؛ فإذا حاذونا، سدلت إحدانا جلبابها من رأسها إلى وجهها، فإذا جاوزونا كشفناه".
وروى مالك عن فاطمة بنت المنذر، أنها قالت: "كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما".
قال الإمامُ أبو بكرِ بنُ العَرَبِيِّ في - "عارضة الأحوذي شرح سنن الترمذي" 4/45 -: "وَذَلِكَ لِأَنَّ سَتْرَهَا وَجْهَهَا بِالْبُرْقُعِ فرضٌ إِلَّا فِي الْحَجِّ؛فَإِنَّها تُرْخِي شَيْئًا مِنْ خِمَارِهَا عَلَى وَجْهِهَا، غَيْرَ لَاصِقٍ بِهِ، وَتُعْرِضُ عَنِ الرِّجَالِ، وَيُعْرِضُونَ عَنْهَا".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى (26/ 112):
"وأما المرأة فإنها عورة؛ فلذلك جاز لها أن تلبس الثياب التي تستتر بها وتستظل بالمحمل، لكن نهاها النبي صلى الله عليه وسلم أن تنتقب أو تلبس القفازين، والقفازان: غلاف يصنع لليد، ولو غطت المرأة وجهها بشيء لا يمس الوجه جاز بالاتفاق، وإن كان يمسه فالصحيح أنه يجوز أيضا.
ولم ينقل أحد من أهل العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إحرام المرأة في وجهها"، وإنما هذا قول بعض السلف، لكن النبي صلى الله عليه وسلم نهاها أن تنتقب أو تلبس القفازين".
إذا تقرر هذا؛ فلا يجب على المرأة كشف وجهها عند الإحرام، ولها أن تغطي وجهها ويديها، لكن بغير اللباس المصنوع بقدر العضو وهو النقاب والقفاز، كما أن الرجل لا يلبس السراويل، ويلبس الإزار،، والله أعلم.
خالد عبد المنعم الرفاعي
يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام
- المصدر: